خطيب بـ«الأوقاف» يحسم الجدل حول ديانة نجل الزوج المسلم والزوجة المسيحية
إن الزواج، هو سنة الحياة التي شرعها الله لعباده، ليعف الرجل نفسه من الحرام والزنا، وقد أحل الله سبحانه وتعالى للرجل المسلم الزواج من امرأة مسيحية على غير دينه، كما تزوج الرسول، صلى الله عليه وسلم، من السيدة ماريا القبطية، لكن وضعت الشريعة الإسلامية قيودها وأحكامها في هذه الحالة، أن يكون طفلهما مسلمًا، على ديانة الأب، ومن هنا يلجأ النساء المسيحيات إلى منع الإنجاب أو ينتسب الابن على دينها.
الأبيدي: يختار الابن الديانة المناسبة له
قال الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن من حق الرجل المسلم الزواج من المرأة غير المسلمة، ولا يجوز العكس، وذلك لأن العصمة والقوامة في يد الرجل، لقول الله سبحانه وتعالى: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوامِنْ أَمْوَالِهِمْ”، مؤكدًا عدم أحقية الزوج المسلم منع زوجته المسيحية من إقامة شعائرها الدينية، وأيضًا لا يحق لزوجته فعل ذلك، منوهًا عليهما بأن الشريعة الإسلامية ترفض منع الإنجاب؛ لأن هذا رزق من الله سبحانه وتعالى.
وتابع الأبيدي، في تصريحات خاصة لـ«القاهرة 24»، أنه يجوز للأب المسلم يقوم بعصمتة وقوامتة، داعيًا لأبنائة بأن يدخلوا إلى دينة، مؤكدًا أن مع ولادة الطفل فإنه يسجل بدين أبيه، إلى أن يصل لسن الرشد وحسن الإختيار، ففي هذه الحالة من حق الابن اختيار الديانة التي تناسبة بعد أن يعرض الوالدين معالم وشعائر ديانة كل منهما أمامة، لقوله تعالى: “لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
واستشهد إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، بقوله تعالى: “فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر”؛ لأن الابن هو الذي سيحاسب على دينة وعلى معتقداته، وإذا أراد الابن الخروج من الإسلام للدخول في المسيحية، فهذا الأمر من شأنة لقوله عز وجل: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ”، فإن الدين حرية حرية للجميع، وقد قال الله تعالى للنبي، صلى الله عليه وسلم: “فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر”، فلا يجوز أن يدخل أحد في الدين بالإكراه.
