عطر تسلَّل للفراش.. شعر سيد عبد الرازق
هذا فؤادِي نَائِمٌ بِفِرَاشِهِ
عطرٌ تسلَّلَ للفِرَاشِ
وقبَّلَهْ
وأشارَ لِلْيَمِّ البعيدِ
فجاءَهُ
وبموجةِ التَّحنانِ قامَ لِيغسِلَهْ
وانسلَّ فـي عَجَلٍ
لتبدوَ خلفَهُ مثل الحقيقةِ
فِتنةٌ مُتَسَرْبِلَة
أَوَ أنتِ... ؟
قالتْ لا تسلْ
أولَا ترَى كمْ فرَّقَ الأحبابَ طرحُ الأسئِلَة
إنْ كنتُ معجزةً سألتَ حدوثَها
أذُنُ السَّمَاءِ
علـى مسافَةِ أَنمُلَة
أو ربَّما رؤيَا
إذا عبَّـرتَها يَنْفكُّ سـجـنُ القلبِّ ممَّا أثقلَهْ
أو ربَّما
لَا شـيءَ
أعطَى نكهةَ الإِيهَامِ للتأويلِ
حتَّـى أثملَهْ
هَل فتنةُ الأسماءِ فـي دَمِ آدمٍ
صَرَفَتْهُ عنْ معنَـى الجمالِ فأغْفَلَهْ؟
لا تُرهقِ اللحظاتِ خلفَ حقيقتِـي
سـحـرُ الحقيقَةِ
أنْ تَظَلَّ مُؤَجَّلَة
هذا الخَيالُ الفذُّ
يمنَحُ عُمرَنَا نبضَ التأمُّلِ
والحقيقةُ مِقصَلَة
فامنحْهُ نافذةً
لِيُبـرِئَ بالرؤَى رَمَدَ الستائِرِ
إذْ جفونُك مُسدَلَة
عُمْرُ البـريَّةِ توبتَانِ ونزوةٌ
إِنْ لمْ يعِشْهَا المرءُ
ضيَّعَ أجمَلَهْ
والبُعدُ
يورِثُنَا الحنيـنَ – تَحَسُّرًا -
كثِيَابِ عُرسٍ فـي خِزَانَةِ أرمَلَة
إنِّي لأرجُو أنْ يطولَ لقاؤُنا
لِنـرَى القيامَةَ خُطوةً متعَجِّلَة
وتعيدُ دورتَها الحياةُ
كجَنَّةٍ عذراءَ
لا شيطانَ كي تتحمَّلَهْ
وتصيرُ حاءُ الحُبِّ طينةَ خلقِنا
وتصيرُ باءُ الحبِّ روحَ البسمَلَة
فـي شهقَةِ الأورَاقِ
خوفَ خِصَافِهَا
نَدَعُ الخطيئَةَ كيْ تموتَ مُكَبَّلَة
يفتضُّ سرَّ الوردِ ظِلُّ فراشَةٍ
أَلَنَا سؤالُ الوردِ عمَّا أخجَلَهْ
وَيْلـِي
يزيِّنُ لِـي الخيالُ شَرَابَهُ
فأُرتبُّ الدُّنيَا كحَبِّ السنبُلَة
حمقاءُ أدرِي
لا...
لعلَّ حماقَتِي
نَحَتَتْ جمالَ الحلمِ كَي تتأمَّلَهْ
أو ربَّمَا
وَلَدَ الجنونُ طبيعَتِـي
مَنْ قالَ إِنَّ جنونَنا
لا نسلَ لَهْ؟
لا ذنبَ للرؤيَا
ففتنةُ مَنْ رأَى أن يشتَهي حُلمًا
وأنْ يتأوَّلَهْ
أو ربَّمَا أنا لسْتُ حلمًا
ضُمَّنِي
فَالتِّيهُ يقطعُهُ يقينُ البَوصَلَة
فَهَمَمْتُ
كانَ الصبحُ يحشُو شمسَهُ
وشعاعُها رصدَ المساءَ
لِيقتلَهْ