فن تشكيلي (8).. لوحة «جامع الروبابيكيا» لمصطفى العزبي
في إطار تسليط الضوء على الفنون التشكيلية، نعرض اليوم لوحة للفنان التشكيلي الراحل مصطفى العزبي، ابن محافظة بورسعيد.
اللوحة التي بين أيدينا هي لوحة لـ«جامع الروبابيكيا» وهو يسير في أحد شوارع بورسعيد ينادي بصوته وطريقته المميزة؛ حيث يرفع رأسه إلى أعلى ويضع يده على أذنه في أثناء النداء، وهي عادة متأصلة وملحوظة عند جامع الروبابيكيا في مصر، ربما ظنًّا منه أنه بهذه الطريقة يكون صوته أعلى، ما يساعد في أن يسمعه أكبر عدد ممكن من الناس، خصوصًا مع عدم وجود ميكروفون.
استطاع مصطفى العزبي من خلال اللوحة أن ينقل لنا تفاصيل مكانية وزمانية محملة بعبق تاريخي، فيبدو من السترة التي يرتديها جامع الروبابيكيا على جلباب «كاستور» أنها صورة تعود إلى منتصف القرن الماضي، كما أن المحال التي تظهر في الخلفية ومنها «بقالة بورسعيد» توضح كيف كانت بساطة المحال في هذا الوقت قبل عصر الانفتاح وانتشار السوبر ماركات.
التصميم المعماري
والتصميم المعماري أيضا يظهر طرازًا يبدو أنه أجنبي في العمارة، يترابط مع هذه التفاصيل تفاصيل أصغر، منها المحتويات على عربة جامع الروبابيكيا مثل الكراسي ومروحة صغير وأباجورة وكتب قديمة، وكون العربة مليئة بهذه «الروبابيكيا» ربما كان دلالة على يسر الحال وقتها ما يجعل الناس يستغنون عن أشياء أصبحوا لا يحتاجونها.
عمومًا كلها تفاصيل لا بد من النظر إليها مجتمعة لتكوين صورة مكتملة الأركان عن الحياة المصرية في ذلك الوقت.