بعد تجربة سويفل.. كيف ساعد التحول الرقمي في مصر ريادة الأعمال على النمو؟

قال خبراء ومتخصصون في مجال التكنولوجيا والمعلومات، إن إجراءات التحول الرقمي التي تتخذها مصر منذ أعوام، ساهمت مما لا يدع مجالًا للشك في تعزيز قُدرات رُواد الأعمال، ونمو حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة، وزيادة الاعتماد على طُرق الدفع الرقمية الجديدة.

وكشف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مؤخرا، استعداد الحكومة لتقديم الدعم الكامل للشركات الناشئة، وتذليل أي عقبات قد تُواجه عملهم، فضلًا عن تهيئة المناخ الملائم لهذه الشركات للعمل والنجاح.

وذكر تقرير لمؤسسة دي كود للاستشارات المالية والاقتصادية، عن أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن القطاع أسهم بنحو 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر خلال العام المالي 2019-2020 وقطاع المعلومات بنحو 0.3% من الناتج المحلي لنفس العام.

وأظهر التقرير حجم الاستثمارات المنفذة في قطاع الاتصالات لتبلغ نحو 31.7 مليار جنيه خلال العام المالي قبل الماضي، وقطاع المعلومات بنحو 5.7 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن الاستثمارات في قطاعي الاتصالات والمعلومات زادت بنحو 189% و99% على التوالي بين العامين الماليين 2014-2015 و2018-2019 الذي سجلت فيه نحو 44.4 مليار جنيه، قبل أن تهبط في 2019-2020 وتسجل 37.4 مليار جنيه للقطاعين بفعل الجائحة.

الاتصالات والتحول الرقمي

دعا عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى تحفيز الفكر الابتكاري والإبداع الرقمي، لتطوير حلول وطنية مُبتكرة لتحقيق التحول الرقمي في جميع مناحي الحياة؛ بما يُسهم في تحسين جودة حياة المواطنين، وتحقيق النمو الاقتصادي.

وأضاف طلعت، أن “مصر الرقمية” شهدت تطورًا كبيرًا في إطار تنفيذ عدد من المبادرات والمشاريع المُبتكرة التي أدت إلى تعزيز مكانة مصر على خريطة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ حيث حافظ قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مكانته كأعلى القطاعات نموا.

وتوقع الوزير أن يصل مُعدل النمو خلال العام المالي الحالي إلى 16٪، فيما زاد حجم الناتج المحلي الإجمالي للقطاع من 93.5 مليار جنيه إلى 107.7 مليار جنيه خلال العام المالي الماضي بنسبة مساهمة 4.4٪ في الناتج المحلي الإجمالي، لافتا إلى  نمو الصادرات الرقمية من 3.6 مليار دولار إلى 4.1 مليار دولار.

وأقامت مؤسسة جو دادي عن التحول الرقمي في مصر مؤخرا،  ورشة عمل، حول مستقبل الرقمنة في مصر، تماشيًا مع رؤية مصر 2030، واستراتيجية التحول الرقمي، وسعي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء مصر الرقمية.

وحسب آخر الإحصاءات، فإن أداء قطاع الاتصالات والمعلومات في مصر، يشهد نموًا مضطردًا في عدد مُستخدمي الإنترنت في مصر، الذي سجّل مستوى 59.19 مليون مستخدم بنسبة 57%، فيما يبلغ متوسط الوقت اليومي المستغرق على الإنترنت نحو 7 ساعات و37 دقيقة، ويبلغ عدد مُستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي نحو 49 مليون مستخدم.

مستقبل الرقمنة

قالت سيلينا بيبر، المدير الإقليمي الأول لمنصة GoDaddy في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وجنوب إفريقيا، إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تسعى بكل جهد في بناء مصر الرقمية، وأن برنامج الحكومة المصرية الرقمي يعمل على تحسين البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات، كما أن أهداف هذا البرنامج تضمنت:

• تطوير الهياكل الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• تعزيز الإدماج الرقمي.
• تحقيق الانتقال إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
• بناء القدرات وتشجيع الابتكار.
• ضمان أمن الفضاء الحاسوبي.
• تعزيز موقف مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.

من جانبه، أفاد محمد عبد العزيز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة DCode للاستشارات الاقتصادية والمالية، بأن الشركات الصغيرة ورواد الأعمال يحتاجون لخلق هوية رقمية قوية، وتطوير أعمالهم عبر عدة أدوات أهمها أسماء النطاقات، وأدوات بناء المواقع الإلكترونية، خيارات الاستضافة، مواقع ووردبريس، الأمن الإلكتروني، التسويق الرقمي، البريد الإلكتروني، ومايكروسوفت أوفيس.

ولفت عبد العزيز، إلى أن الشركات الصغيرة تحتاج الآن وأكثر من أي وقت سابق إلى تأكيد حضورها على الإنترنت، وامتلاك متجر إلكتروني.

ويُقدَر عدد الأشخاص الذين قاموا بالتسوق أونلاين خلال العام الماضي بنحو 200 ألف شخص في كل ساعة، كما تزايد لجوء المصريين للإنترنت لشراء الاحتياجات الأساسية، حسب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. 

ومن المتوقع أن تواصل التجارة الإلكترونية صعودها في عام 2021، وأن تصل مبيعات التجزئة في التجارة الإلكترونية إلى 49 مليار دولار، حيث يتجه المزيد من الأشخاص إلى التسوق عبر الإنترنت نتيجة لجائحة “كورونا”.

واختتم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة DCode، قائلًا: "تمكين مجتمع الأعمال التجارية الصغيرة ومجتمع الأعمال الحرة عبر توفير مجموعة متكاملة سهلة الاستخدام وميسورة التكلفة من الأدوات الإلكترونية لمساعدة الأعمال التجارية الصغيرة على النمو، سيكون كفيلًا بتحقيق قفزات مهمة في التحول الرقمي وريادة الأعمال".