هل حرّم الإسلام فحص الحمض النووي؟ أستاذ فقه يجيب
اجتاح صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” في الفترة الأخيرة تعليق تشير صاحبته إلى أن فحص الحمض النووي (DNA)، حرام شرعا وما هو إلا بدعة ومخالفة للقواعد الشرعية.
وبين مؤيدين لهذا الرأي، الذين أكدوا أن الإسلام حرم إجراء هذا الفحص، ومعارضين أشاروا إلى أن لا يوجد نص في الدين الإسلامي حرم استخدام فحص الحمض النووي لتحديد نسب الطفل، دار جدال حول الأمر.
في هذا الصدد، قال الدكتور عبدالحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن والعميد السابق لكلية الشريعة والقانون بالدقهلية، إن فحص الحمض النووي هو شيء معني بالخريطة الوراثية للإنسان توصل له العلم، مضيفا أن الإسلام والعلم صنوان لا يفترقان.
وأوضح في تصريحاته لـ "القاهرة 24" أنه لا يمكن أن يكون الإسلام ضد العلم لقوله تعالى "وقل ربي زدني علما"، مشيرا إلى أن استخدام هذا الفحص للكشف الجرائم وكوسيلة سواء لإثبات أو نفي النسب له فوائد عظيمة تتعلق بالحياة الإنسانية المعاصرة.
وأردف أنه لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يغفل أهمية فحص الحمض النووي، مضيفا أن الحديث عن أنه عملية محرمة فهذا فكر مغلوط وجهل مطبق لحقيقة الإسلام وحقائق العلم التي لا يمكن أن تختلف عن الإسلام في شيء.
وتابع أستاذ الفقه: "أنه عندما ينكر شخص نسب ابنه أو ابنته ويقول أن هذا الطفل ليس منه وينفي نسبه، وتأتي الوسائل العلمية لإثبات هذا النسب، فهذا الأمر يحقق مصلحة لهؤلاء الأطفال وبدلا من أن يشردوا في المجتمعات أصبح لهم نسب معروف مثبت عن طريق العلم الحديث.
وأشار إلى أن الذين يريدون التنصل من هذا الأمر، لا يفهمون آليات استخدام هذه التقنية الحديثة ولا أسباب استخدامها، لذلك يطلقون أحكاما دون ضبط لمتى وفي أي موضوع تستخدم.
ولفت منصور في نهاية حديثه إلى أن ما ساعد هؤلاء الناس على تداول مثل هذه المعلومات الخاطئة هو الغموض والانغلاق، وعدم الدراية بفقه الواقع وجهلهم بحقائق الإسلام وبأنه دين منفتح على العلم ولا يمكن أن يكون حجرة عثرة في طريق العلم.
وتابع قائلا: "لأنهم منغلقون عن أنفسهم وليس على دراية كافية بالعلم وضوابط الفتوى وآدابها وآلياتها، لذلك يقفون كالحجر المنيع ضد كل ما يأتي به العلم ويحولون كل شيء في الحياة إلى مجموعة من المحرمات، مع أن القواعد العامة في الشريعة الإسلامية تشير إلى أن الأصل في الأشياء هو الإباحة وليس المنع".