خطيب بالأوقاف: عدم تنشئة الأطفال نشأة صالحة يعتبر من «عقوق الوالدين لأبنائهم»
عقوق الوالدين إثم عظيم يحاسب عليه الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، حيث ورد عن رسول الله في الحديث الشريف: "بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق".
ومع كثرة تحذير الشيوخ من عقوق الوالدين، وحث الأبناء على طوع والديهم في جميع الأمور وعدم مخالفتهم، دفع بعض الآباء والأمهات لممارسة السيطرة الكاملة على أبنائهم بحجة أن هذا ما أمر الإسلام به، وذلك ما كان أثر كبير على الأبناء حتى ظهر مصطلح عقوق الآباء لأبنائهم.
في هذا الصدد، قال الشيخ محمد عبد البديع إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إن عقوق الآباء لأبنائهم يبدأ منذ اختيار والدتهم على أن تكون حسيبة ونسيبة ومتفهمة، ومن ثم اختيار اسم الطفل ليتناسب مع الواقع والمجتمع وله علاقة بالإسلام واللغة العربية.
وأضاف في تصريحات لـ "القاهرة 24" أن العقوق أيضا يشمل عدم إقدام الوالدين على تنشئة أطفالهم نشأة صالحة لا تعتمد على اتباع تعاليم الإسلام والدين، موضحا أن كل هذه الأفعال تعتبر عقوقا من الوالدين اتجاه ابنائهم لأنهم كانوا صغارا ولا يدركون الكثير من الأمور، وما عاشوه ما هو الواقع الذي فرضه عليه والداهما.
وتابع عبد البديع، أن هناك مصطلحا ظهر حديثا بين الشباب وهو أن الآباء والأمهات بلاء إما تصبر عليه إما أن تحمد الله عليه، وذلك لأن اختيارهم كان أمر خارج عن إرادتهم.
وأردف أنه عندما يكبر الابن ويصبح له رأيه الخاص ولسان يستطيع مناقشه والديه به، تصبح هناك أمور ليس بها عقوق أو بر لأن الابن هو صاحب الرأي بها، وما عليه إلا استشارتهم وأخذ النصيحة منهم فقط.
وأشار إلى أن الوالدين ليس لهم في أن يتصرفوا في عقلية الابن أو فرض رأي معين عليه، إذا كان ذا رأي وناضح وقادرا على ضبط الأمور ويستطيع وضعها في نصابها الصحيحة، ولكن من المفترض أن يتركوا له حرية الرأي وما عليه إلا مساندته ودعمه فقط.
وأضاف أن من أشكال العقوق الوالدين للأبناء الأخرى هو اختيار الأم زيجة معينة لابنها يأباها، فتلجأ حينها إلى مقاطعته والتبري منه، مشيرا إلى أنه من أهم النقاط التي يجب النظر إليها في اختيار الزوج أو الزوجة للأبناء هو التربية والأخلاق ومدى توافق المستوى الاجتماعي بينهم، لذلك عندما تقدم الأم على فرض زيجة معينة على أبنائها لمصلحة ما فهذا يعتبر حرام شرعا وعقوق لهم.
وتابع الباحث الإمام والخطيب: "كذلك إجبار الأبناء على اختيار تخصص لا يناسب قدراتهم الذهنية سواء كانت أكبر من إمكانياتهم أو أقل منها فهذا في حد ذاته يعتبر عقوق، ومن المفترض أن يترك لهم حرية الاختيار لطالما قادرين على فعل ذلك".
