اتهم بالجنون وكان رائد التيار الرومانطيقي.. من هو الشاعر وليم بليك؟
توفى في مثل هذا اليوم، الشاعر والرسام الإنجليزي وليم بليك، الذي رحل عن عالمنا في 12 أغسطس عام 1827، وهو أحد أهم الفنانين الإنجليز، وأول من استخدم بما عرف بالتيار الرومانطيقي في كتاباته، وهو المذهب الذي يهتم بالنفس الإنسانية ومشاعرها الداخلية، وتجعل فيه النفس على سجيتها وطبيعتها، دون النظر لأي أشياء أخرى، ويحتوي هذا المذهب كل التيارات التي ظهرت في أوروبا أواخر القرن الثامن عشر.
ولد الشاعر وليم بليك في 28 نوفمبر عام 1757 في سوهو، لندن، كان والده يعمل بائع جوارب، التحق بالمدرسة وقتًا قصير تعلم فيه بالكاد القراءة والكتابة، ثم خرج منها في سن العاشرة، وأكمل تعليمه على يد والدته، بدأ بليك بنقش نسخ من رسومات كان اشتراها له والده، وكان فيها أعمال لرفائيل، وميكيلانجيلو، ومارتن فان هيمسكيرك.
في 8 أكتوبر عام 1779، التحق بليك بالأكاديمية الملكية، تمرد أثناء الدراسة على ما اعتبره أسلوبًا غير مكتمل للرسامين العصريين مثل روبنس، ولم يحب بليك سلوك راينولدس تجاه الفن، خاصة مطاردته للحقيقة الكلية والجمال الكلي، كتب راينولدس في إحدى مراسلاته يقول: «الجنوح نحو الأفكار المجردة، التعميم والتنظيم، فخر عظيم للعقل البشري، ليرد عليه بليك: أن تعمم، يعني أن تكون أحمقًا، التخصيص هو الميزة الجديرة الوحيدة».
اتهمه معاصروه بالجنون، وعدم الرزانة العقلية، بسبب آرائه وافكاره، لكن الأجيال اللاحقة له كانت تحترمه وتبجله لما قدم من أفكار فلسفية، وأعدوه أحد أهم رواد التيار الرومانسي، ووصفه عالم القرن التاسع عشر وليام مايكل روسيتي بأنه نجم لامع ورجل لم يسبقه أسلافه، ولا يُصنف مع معاصريه.