«أدعَجُ العينَيْن أهدَبُ الأشفارِ».. كيف كان شكل النبي محمد؟
وصفه الواصفون بأنه أجمل أهل الأرض على الإطلاق، وتغنى في جمال حُسنه الشعراء والمادحون، من عهده حتى عصرنا هذا، يصفون وجهه وشكله وبنية جسده الشريف صلى الله عليه وسلم، فضلا عن وصف الصحابة الكرام له،
واتفقت تلك الأخبار جميعها على جمال خلقته، وعِظم خُلقه.
محمّد صفوة الباري ورحمته.. وبُغية الله من خلق ومن نسم.. رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل خلق الله وأحسنهم، نفسًا ورسمًا، وأعلاهم شأنًا وشأوًا، مبعوث رب الناس للناس نورًا ورحمة، وسبيل يسقي الظامئين ماءً وعلمًا، جمع له الله كل جميل، وأرسله درة كل جيل، ورد في صفاته الكثير من القول المجمع على حسنه.
كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكُنْ رسولُ اللهِ بالطَّويلِ المُمَغَّطِ، ولا بالقصيرِ المتردِّدِ، وكان رِبعةً من القومِ، لم يكُنْ بالجعْدِ القطَطِ، ولا بالسَّبْطِ، كان جعْدًا رجلًا، ولم يكُنْ بالمُطهَّمِ، ولا بالمُكلثَمِ، وكان في وجهِه تدويرٌ، أبيضُ، مُشرَبٌ، أدعَجُ العينَيْن، أهدَبُ الأشفارِ، جليلُ المُشاشِ والكتَدِ، أجردُ ذو مسرَبةٍ، شثِنُ الكفَّيْن والقدمَيْن، إذا مشَى تقلَّع كأنَّما ينحطُّ من صببٍ، وإذا التفت التفت معًا، بين كتفَيْه خاتمُ النُّبوَّةِ، وهو خاتمُ النَّبيِّين، أجودُ النَّاسِ صدرًا، وأصدقُ النَّاسِ لهجةً، وأليَنُهم عَريكةً، وأكرمُهم عِشرةً، من رآه بديهةً هابه، ومن خالطه معرفةً أحبَّه، يقولُ ناعتُه: لم أرَ قبلَه ولا بعدَه مثلَه.
قال الكسائي والأصمعي وأبو عمرو في تفسير هذا الحديث: قوله ليس بالطويل الممغط: أي ليس بالطويل البائن، ولا القصير المتردد: قد تردد خلقه بعضه على بعض.
وقوله ليس بالمطهم: قال الأصمعي: التام كل شيء منه على حدته، فهو بارع الجمال.
وقالوا المكلثم يعني: المدور الوجه، لكنه وجهه ليس كذلك إنما هو مسنون.
وقوله مشرب يعني: الذي أُشرب حمرة، والأدعج العين: شديد سوادهما، وجليل المشاش: أي العظيم رءوس العظام مثل الركبتين والمنكبين.
وقالوا الكتد: الكاهل وما يليه، وشثن الكفين والقدمين: يعني غلظتهما.
إذا مشى يمشي في صبب: الصبب معناه الانحدار.
وقوله ليس بالسبط ولا الجعد القطط: القطط الشديد الجعودة كشَعر الأحباش، والسبط الذي ليس فيه تكسير، يقول فهو جعد رجلا.
وقوله أهدب الأشفار: يعني طويل الأشفار، والمسربة: الشعر الدقيق ما بين العنق والسرة.
