نصف أفغانستان في قبضة طالبان.. ودول غربية تسحب دبلوماسيها
أسقطت حركة طالبان نصف ولايات أفغانستان تحت سيطرتها بعد هجمات عسكرية مكنتها من السيطرة على عواصم هذه الولايات سريعا، وسط مقاومة ضعيفة من الجيش الأفغاني، وبالتزامن مع الانسحاب الأمريكي.
وأعلنت الحركة اليوم الجمعة، سيطرتها على ولاية قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، والمركز التجاري المهم، والتي كانت تمثلا أيضا معقل طالبان السابق، وبخلاف قندهار فقد سيطرت الحركة اليوم على 3 مدن أخرى، هي هرات، ثالث أكبر مدينة في البلاد، ومدينة بولي عاصمة لوجار، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند، وبذلك تسيطر الحركة على 17 ولاية حتى الآن من إجمالي 34 ولاية أفغانية خلال 8 أيام فقط.
وبإسقاط طالبان لولاية لوجار، المجاورة للعاصمة كابل، باتت الحركة على مقربة شديدة منها حيث تبعد عنها 50 كيلومترا، ما دفع عدة دول غربية إلى سحب بعثاتها الدبلوماسية على وجه السرعة من كابل، خوفا من تقدم طالبان السريع.
وتهدف طالبان إلى محاصرة العاصمة كابل، وطرد الحكومة الأفغانية منها، فيما يتوقع تقرير استخباراتي أمريكي إسقاط الحركة للعاصمة الأفغانية في غضون 30 إلى 90 يوما، وفقا لشبكة "CNN" الأمريكية.
وزعمت طالبان، أن الآلاف من قوات الأمن الأفغانية انضموا إليها في المناطق التي سقطت تحت سيطرتها، وعلى رأسهم في هرات، حيث قالت إن حكام هيرات الحاليين والسابقين، والمديرية الوطنية للأمن، ونائب وزير الداخلية، وقائد فيلق الجيش الأفغاني، انضموا جميعًا إليها.
فيما قال مسؤول محلي في مدينة بولي علم، عاصمة ولاية لوجار، إن طالبان باتت تسيطر على جميع المباني الحكومية في المدينة، وتبعد المدينة عن كابل 50 كم فقط، وفي لشكركاه عاصمة ولاية هلمند، جنوبي أفغانستان، سمحت الحركة للمسؤولين وقوات الجيش بالانسحاب من المدينة بعد سيطرتها عليها، وأوقفت إطلاق النار 48 ساعة لخروجهم، حسب فرانس برس.
إجلاء البعثات الدبلوماسية
وبعد التقديم السريع لطالبان واقترابها من العاصمة كابل، قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إنها سترسل 3 آلاف جندي في مهمة مؤقتة لإخراج البعثة الدبلوماسية من السفارة الأمريكية في كابل سريعا، فيما أعلنت بريطانيا أنها سترسل 600 جندي لتأمين خروج رعاياها ودبلوماسييها من المطار.
فيما أعلنت الدنمارك والنرويج أنهما سيغلقان سفارتهما في كابل مؤقتا وسيجليان بعثتيهما الدبلوماسية من أفغانستان.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة الإغاثية من كارثة إنسانية في أفغانستان، بسبب تصاعد أعمال العنف واستمرار القتال، ودعت دول جوار أفغانستان إلى استمرار فتح الحدود واستقبال اللاجئين المتوقع فرارهم إليها هربا من أعمال القتال.