ذكرى ميلاد مصطفى كامل.. تعرف على وصيته لـ محمد فريد قبل رحيله
تحل اليوم 14 أغسطس ذكرى ميلاد الزعيم الوطني مصطفى كامل، مؤسس الحزب الوطني، والذي فضح الاستعمار الإنجليزي، وندد به في كل مكان بالعالم، خصوصًا مذبحة دنشواي.
رحل مصطفى كامل بعد رحلة كفاح ونضال في سن مبكرة، وهو في عمر 34 عامًا، وبعد تأسيس الحزب الوطني بعدة شهور، وغادر دنيا الناس سنة 10 فبراير 1908.
اللافت أن مصطفى كامل ترك وصية لمن بعده في النضال، وكانت ضمن وقائع اجتماع نقله طاهر الطناحي في كتابه الساعات الأخيرة لطائفة من أعلام الشرق والغرب؛ حيث كان الاجتماع في أكتوبر 1907.
وافتتح مصطفى كامل الحديث أثناء الاجتماع بالقول: «يخيل إلى أني عما قريب، سوف أفارقكم، فقال إخوانه: إلى أين؟.. لقد أجهدت نفسك، فى الجهاد، وأنهكت جسمك في السفر فى سبيل مصر مرارا، فاسترح في بلدك»، رد: سوف يستريح جسمي الراحة الكبرى، وكنت أود لو استراحت روحي ونفسى قبل الفراق.. سألوه: ماذا تعنى يا باشا؟ رد: لن أعيش طويلا وسأموت قريبا، فلا تضيعوا الوقت، وأسرعوا فى العمل.. قالوا: سلمت يا مصطفى.. لا تتشاءم، ودع عنك هذا الوهم، وسيمن الله عليك بالشفاء التام.. رد: ليس تشاؤما، وليس وهما، أشعر فى أعماق نفسى بقرب نهايتى».. يضيف الطناحي: ارتاع إخوانه من هذا الحديث، وجمدت أبصارهم وجلسوا فى ذهول، والتفت إلى شقيقه على فهمى كامل، وقال: تشجع يا على، وإذا مت، فليحمل اللواء هذا الرجل النبيل، وأشار إلى محمد فريد بك.
لم يطل الأمر بمصطفى كامل طويلًا ففي يوم 11 فبراير عام 1908 نشرت جريدة اللواء خبر وفاته، معلنة أنه توفي فى تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر أمس، وشهدت جنازته حضورًا كبيرًا، ورثاه الكثير من الشعراء.