في قفص الاتهام!
خلال السنوات الأخيرة وتحديدًا منذ عام 2011، وكرة القدم في مصر ليست كسابق عهدها، بسبب الكثير من الأمور التي لم تكن موجودة مسبقًا وللأسف الشديد دائمًا ما نأتي جميعًا كرد فعل للأحداث فنبكي على الأطلال ونذرف الدموع حسرةً وقهرًا ونخرج جميعًا لنرتدي ثياب الواعظين أصحاب الحكمة والرأي السديد، وكأننا كنا في رحلة لكوكب آخر ولم نشارك فيما حدث وخير دليل على ذلك ما حدث في العديد من المناسبات المختلفة، أبرزها أحداث ملعبي بورسعيد والدفاع الجوي ، لكن دعنا نتحدث عن الواقع بصوت مرتفع دون خجل ونصارح أنفسنا بالحقيقة قبل الوقوع في المحظور والاستيقاظ مجددًا على واقع أليم ونتعرف على أهم المتهمين في السنوات الأخيرة وكيف يمكن أن نصل للحل.
الإعلام الرياضي المرئي
هو أحد أهم المتهمين بالتكاسل في القيام بدوره على أكمل وجه، بل دائمًا ما يتهمه المشجع العادي بأنه سبب الأزمات بحكم أنه صاحب التأثير الأكبر في تكوين عقلية المشجع، وللأسف الشديد سمح بعض المذيعين بمجاراة المشجعين والتعامل بعقليتهم والانسياق وراء هوس التريند، بل وجعل بعضهم السوشيال ميديا المحرك الأساسي للمادة التي يقدمها عبر الشاشة مما عزز من التعصب الكروي بحثًا عن المشاهدات الزائفة أو القاتلة على المدى البعيد من خلال المواد التي تقدم على الشاشة بعيدًا عن مبادئ الإعلام الحقيقية.
الأندية وأصحاب القرار
للأسف الشديد أصبحت سياسية جس النبض عند الكثير من أصحاب القرار، هي السياسة التي تدير بعض المسئولين في الأندية الكبرى والاتحادات أي بصفة أدق أن ينتظر المسؤول اتجاه السوشيال ميديا والصفحات في القرار المسرب له، أو حتى المنتظر صدوره ، وبالتالي تٌقاس الأمور على هذا النحو بل والأسوأ أن البعض يتخذه ويقوم بتعزيزه من خلال التواصل مع الصفحات الموالية لتدعيمه واكتساب حالة تأييد للتأثير على رأي الجمهور العادي أيًا كان صواب أم خطأ المهم أن يكون هناك ظهير قوي عبر السوشيال ميديا وكأن الشرعية والصالح العام أصبح يكتسب تأشيرة صوابه من خلال الصفحات والتعليقات عبر كيبورد من أشخاص قد لا يتعدى عمرهم 18 عامًا.
صفحات السوشيال
نعم هم أصبحوا جزءًا كبيرًا من المنظومة فلا يمكن أن نتغافل صفحات بالملايين ولكن عندما يكون التأثير سلبي ويقود لفتنة كبيرة ويٌعزز التعصب ويساعد من يدفع أكثر فهم بالتالي قد يساعدوا عن زيادة حالة الاحتقان وللأسف الشديد انساقت بعض الصفحات الرسمية لبعض الأندية للدخول في سباق الترافيك المسموم والسخرية من الآخرين والوقوع في فخ الصغار.
السادة المعلقون
هم الأشخاص العاديون، الذين يمتلكون حسابات عبر التواصل الاجتماعي ويساعدون بتعليقاتهم الخارجة عن النص في تعزيز التعصب والفتنة ، فقد يفقد المعلق وينسى كل ما تربى عليه من أخلاق أمام أول خبر عبر موقع أو صفحة ويقع في فخ السباب والعنصرية والتهكم ويعزز هو الآخر في زيادة الفتنة والتعصب دون أن يدري ويتحول الأمر إلى سقطات يخسر فيها السيد المعلق وقاره وتربيته ومبادئ عقيدته من أجل التعلق على لقطة هدف أو أمر يخص فريقه الذي يشجعه ولا يستفيد من ورائه إلا المتعة والسعادة لا خسارة التربية والأخلاق.
في النهاية نحن ندق ناقوس، ونتحدث بصوت عال قبل أن نبكي على اللبن المسكوب ، فالوضع الحالي هو واقع مؤسف يتهرب منه الجميع، لذلك أشرنا له على آملين إيجاد الحلول من خلال القانون الذي لا بد وأن يتدخل سريعًا لتنظيم الأمور في الساحة الكروية قبل فوات الأوان.