«مات الجدع».. تفاصيل وفاة عريس بعد 4 أيام من عقد قرانه في الشرقية «صور وفيديو»
«الجدعنة».. وصف يعرفه أبناء مصر الأصليين من خيرة شبابها، ومن اختلطت طباعهم بطباعها من كرمٍ ووفاء وعدم البخل بشيءِ مهما عظمّ الطلب، حيث شهدت قرية «الربعماية» التابعة لدائرة مركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية فصل جديد من فصول طويلة يُضرب بها المثل دومًا في التضحية، لكن فصل هذه المرة راح ضحيته شاب بالكاد أتم ربيعه السادس بعد العشرين، وكان على وشك بداية حياته الزوجية التي كثيرًا ما حلمّ بها، إلا أن طائر الموت كان أقرب إليه من طائر الفرح.
معّ انسدال أستار ليلة الجمعة الماضية على القرية عرفّ الحزن طريقه إلى قلوب جميع أهاليها؛ بعد سويعات عصيبة بدأت بحادث اشتعال النيران فجأة في سيارة كانت موجودة بجراچ أحد الأهالي، إذ علت الأدخنة وزادت صرخات الأطفال من مهابة المشهد، تبعّ ذلك نداء مآذن مساجد القرية بالكارثة التي تُحيط بأهل المنزل وحاجتهم للنجدة، ليجذب الصوت آذان الشاب «محمد مهدي طنطاوي» الذي كان يُدير إحدى المقاهي بالبلدة، والذي هرعّ من فوره إلى موقع الحريق وشغله الشاغل الأطفال الموجودين بالمنزل وصوت استغاثاتهم، ليدفع بجسده بين حشود الأهالي.
وجدّ الشاب نفسه وجهًا لوجه مع النيران وأدخنتها المتصاعدة، وذلك خلال دقائق فقط فصلت بين اندلاع الحريق ومحاولات الأهالي السيطرة عليه قبيل حضور عربات الحماية المدنية، في محاولات بدائية من جانب الأهالي بإنقاذ السيارة المحترقة بالدفع بالمياه نحوها، لكن المياه عرفت طريقها إلى محول الكهرباء الموجود بالمكان، ما أحدث ماس كهربائي تلقى أثره الشاب «محمد»، والذي سقط جثةً هامدةً فور فصل التيار الكهربائي عن المحول.
الجانب الأخر من القصة كان فيما سبق الحريق أكثر مما تلا الحادث؛ فالشاب كان قد عقد قرانه على الإنسانة التي اختارها قلبه، وذلك قبل أربعة أيام فقط من رحيله عن الدنيا وما فيها، وكأن القدر قد كتب له أن تكون فرحته الكبرى في جنات الخُلد، وهوّ ما أكده الأهالي وجيران وأهل وأصدقاء الشاب خلال حديثهم لـ«القاهرة 24»، وسط دعوات من الجميع بأن يجعل الله الجنة مستقرًا له، وأن يُلهمهم ويُلهم كل من يعرفه الصبر، في أمنيات وإشارة إلى أنه عريس عرف طريقه إلى فرحة الجنة عوضًا عن الدينا وما فيها.