«كمّاشة» تيار الاستقلال.. خطة «البدلاء» تُهدد استمرار عبد المحسن سلامة «نقيبًا للصحفيين»
ظاهريًا يبدو الهدوء مسيطرًا على الأجواء الخاصة بانتخابات التجديد النصفي بـ« نقابة الصحفيين»؛ لكن الحقيقة أن هناك تحركاتٍ موسّعةً تشهدها الكواليس لـ«تظبيط» الكتل الانتخابية، وتحديد أسماء المرشحين المحتملين خاصة على مقعد «النقيب».
وتُجرى الانتخابات المقبلة على مقعد «النقيب» الذي يشغله حاليًا عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، و«6» من أعضاء المجلس المنتهية مدتهم، وهم الزملاء: حاتم زكريا وخالد ميرى ومحمد شبانة وإبراهيم أبو كيلة وأبو السعود محمد ومحمود كامل.
وبحسب قانون نقابة الصحفيين، تُجرى انتخابات التجديد النصفى كل عامين فى أول جمعة من شهر مارس، على أن ينعقد مجلس النقابة قبل الموعد المحدد للانتخابات؛ للإعلان عن فتح باب الترشح، وقبول أوراق المرشحين الجدد قبل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يومًا على الأقل.
ووفق تصريحات أخيرة لـ«حاتم زكريا»، سكرتير عام نقابة الصحفيين، فإنه سيتم فتح باب الترشيح على مقعد النقيب و«6» من أعضاء المجلس يوم 9 فبراير المقبل، وتعقد الجمعية العمومية والاقتراع حال اكتمال النصاب القانوني يوم الجمعة 1 مارس 2019، وأن هذه المواعيد ليست رسمية، ولكنها طبقًا لما تنص عليه اللائحة.
تأجيل تشكيل الهيئات الإعلامية يُغير خريطة المرشحين على «كرسى النقيب»
وبعيدًا عن إعلان الجداول المنظمة للعملية الانتخابية لـ«التجديد النصفى»، فإن المعركة على «مقعد» النقيب ستشتعل خلال الأيام المقبلة، خاصة مع وجود آراء تتحدث عن تأكيد خروج ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أخبار اليوم»، والدكتور ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، من السباق الانتخابى على «كرسى النقيب»؛ لاسيما بعد تصريحات الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لـ«تنظيم الإعلام»، والتى أكد من خلالها صدور قرار تشكيل الهيئات الإعلامية المتمثلة فى المجلس الأعلى للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، عقب انتخابات التجديد النصفى لـ«نقابة الصحفيين».
كما أنّ «رزق» مشغول حاليًا بقضية «التعديلات الدستورية»، ومرشح بقوة لـ«الهيئة الوطنية للصحافة»، أما الدكتور ضياء رشوان، فمقربون منه يرون أن منصبه الحالى أهم من منصب «نقيب الصحفيين»؛ ويُعادل منصب «وزير الخارجية»، فضلًا عن أنه مرشح لـ«الأعلى لتنظيم الإعلام»، وكلها ترجيحات وأحاديث تدور داخل الغرف المغلقة بالمؤسسات الصحفية؛ لاسيما الخاصة منها.
«سلامة» يواصل مشاورات تشكيل قائمته الانتخابية
وكشفت مصادر تحدّثت لـ«القاهرة 24»، عن أنّ الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين الحالى، يعانى من «مأزق» فى الانتخابات المقبلة؛ لاسيما أنه مطالب بمساندة «6» مرشحين فى الانتخابات؛ حتى يمكنه ضمان الأغلبية الداعمة له في المجلس المقبل، خاصة مع وجود أعضاء فى المجلس الحالى يُعارضون توجهاته، وهم: جمال عبد الرحيم، ومحمد سعد عبد الحفيظ، وعمرو بدر، ومحمود كامل، فضلًا عن انقسام الجبهة المؤيدة له؛ بسبب وجود «تحركات مشروعة» لبعض أعضاء هذه «الجبهة» للترشح على مقعد «النقيب».
بحسب المعلومات المتوفرة لـ«القاهرة 24»، فإن عبد المحسن سلامة أجرى العديد من الاتصالات؛ لتكوين قائمة انتخابية قوية تسانده وتكون عونًا له فى حالة نجاح أعضاء تلك القائمة فى المنافسة على «مقاعد» مجلس الصحفيين، ومن أبرز المرشحين للتواجد على تلك القائمة: إبراهيم أبو كيلة، وحاتم زكريا، وكذلك الكاتب الصحفى بـ«الأهرام» هانى عمارة، وبهاء مباشر، الصحفى بـ«الأهرام»، وعضو الهيئة العليا لـ«حزب الوفد».
ووفقًا للمعلومات أيضًا، فإن عبد المحسن سلامة، يجرى اتصالات مع عدد من الراغبين فى الترشح على «مقاعد» مجلس النقابة؛ لإقناع كل منهم (على حدة) بجديته فى المساندة الانتخابية؛ حتى يضمن تأييد أنصار هؤلاء المرشحين فى التصويت لصالحه.
وعلم موقع «القاهرة 24»، أن جبهة نقيب الصحفيين الحالي عبد المحسن سلامة، التقت حماد الرمحي، رئيس تحرير جريدة «اليوم»، ورئيس جبهة الدفاع عن الصحفيين، وعرضت عليه دخول قائمة انتخابية برئاسة «سلامة».
ووفقًا للمعلومات فإن «الرمحى» رفض الانضمام إلى أية قائمة انتخابية؛ بحجة أن الصحفيين لا يُمكن إقناعهم بـ«قائمة معينة»، فضلًا عن أنه لم يحسم أمر الترشح فى انتخابات التجديد النصفى حتى الآن.
وتكشف الكواليس أيضًا أن الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة تواصل مع نقابي قديم مخضرم، وكان له باع فى مجلس النقابة يقترب من الـ«25» عامًا، وتولىّ منصب وكيل أول النقابة من قبل؛ لإقناعه بالترشح على قائمته الانتخابية؛ للاستفادة من علاقة العمل بين الطرفين (الاثنان يعملان فى مؤسسة واحدة)، فضلًا عن خبرة النقابي القديم، ولكن الأخير أبدى بعض «التحفظات».
مصدر: يحيى قلاّش حسم قرار عدم الترشح
بحسب مصدر تحدّث لـ«القاهرة 24»، فإن الكاتب الصحفى يحيى قلاّش، نقيب الصحفيين السابق، اتخذ قرارًا بعدم المنافسة على مقعد «النقيب» فى الانتخابات المقبلة.
وأضاف المصدر، أنه تم عقد «3» جلسات مع نقيب الصحفيين السابق؛ لإقناعه بالترشح، لكنه رفض، ومنها الجلسة الأخيرة التى أعقبت آخر اجتماع لـ«مجلس الصحفيين» الذي عُقد ظهر يوم السبت الماضى.
ما يؤكد كلام المصدر، تصريحات يحيى قلاش لـ«القاهرة 24» فى أوائل الشهر الماضى، والتى قال فيها إن المُناخ الحالى «سلبي» سواء كان فى النقابة أو البلد أو حتى المهنة، وأن هذا المناخ لا يشجعه على الترشح فى الانتخابات المقبلة على مقعد النقيب، متابعًا: «اللى مستريحله حاليًا ومستقر داخلى إنى مترشحش».
خطة «البدلاء» تُربك حسابات «النقيب» الحالى
ويبدو أن طريق الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، لن يكون سهلًا للفوز بمنصب النقيب للمرة الثانية فى حالة عدم ترشح «قلاّش» وخروج «رزق» و«رشوان» رسميًا من السباق؛ لأنه سيكون معرضًا فى هذه الحالة لـ«كمّاشة» انتخابية جديدة.
وكشف مصدر لـ«القاهرة 24»، عن أنّ تيار الاستقلال النقابي يعتمد على تحرك جديد يحاول من خلاله تعويض عدم ترشح «قلاش» فى الانتخابات المقبلة إذا كان قراره بعدم الترشح «نهائيًا».
ويضيف المصدر، أن هذه التحركات تُشبه «خطة البدلاء»؛ كاشفًا عن أنه قد تجرى اتصالات مع شخصيات صحفية؛ لإقناعها بالترشح على منصب نقيب الصحفيين، ومن هذه الأسماء المطروحة الكاتب الصحفى علاء العطار، عضو مجلس النقابة الأسبق، ورئيس تحرير مجلة «الأهرام العربي» السابق؛ وكذلك الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية».
فى بورصة الأسماء التى من الممكن أن تُطرح أيضًا للترشح على منصب النقيب، الكاتب الصحفى جمال فهمى، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق، وفى هذه الحالة من الممكن أن يجد دعمًا من الكاتب الصحفي ياسر رزق.
أما المفاجأة «الكبرى» التى يُمكن أن تحدث، فهى ترشح الكاتب الصحفى جمال عبد الرحيم، عضو المجلس الحالى، ورئيس تحرير جريدة «الجمهورية» الأسبق، على منصب «النقيب».
وقال مصدر لـ«القاهرة 24»، إنه لا توجد فى لائحة النقابة ما يمنع ترشح جمال عبد الرحيم لـ«منصب النقيب»؛ بل إنه إذا ترشح وخسر فى الانتخابات مثلًا، فله حق الاحتفاظ بمنصبه الحالي كـ«عضو بالمجلس»، متابعًا: «فى تقديري أنه يدرس الأمر إذا لم يترشح يحيى قلاش».
فرص رفعت رشاد «تتزايد» فى الترشح على منصب «النقيب»
وعلم موقع «القاهرة 24» أن احتمالات ترشح الكاتب الصحفي رفعت رشاد، رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» الأسبق، لمنصب نقيب الصحفيين تتزايد؛ خاصة مع وجود ترحيب من صحفيين بترشحه.
وبالنظر إلى خريطة المرشحين المحتملين على منصب النقيب، والصراعات الموجودة فى الكواليس بين «تيار الاستقلال النقابي»، وبين المرشح الحكومى المحتمل – حتى الآن – الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة، نجد أن رفعت رشاد يعد مرشحًا وسطًا؛ فهو غير محسوب على أجهزة الحكومة – الرسمية – في الوقت الذي يعمل فيه داخل مؤسسة قومية، وفى نفس الوقت يجد قبولًا من تيارات ترفض التدخلات الحكومية بالنقابة، وفى نفس الوقت أيضًا يرفض «رشاد» الصدام مع مؤسسات الدولة الأخرى.
«رشاد» كان عضوًا سابقًا بمجلس نقابة الصحفيين، كما أنه عضو منتخب فى مجلس إدارة «الأخبار» لمدة «3» دورات، ولديه خبرة بالجانب النقابي والسياسي.
«لجنة» تحدد أسماء مرشحى تيار الاستقلال لـ«عضوية مجلس الصحفيين»
وكشف مصدر، عن أنه في ما يخص مرشحى «تيار الاستقلال» الذين سينافسون على عضوية مجلس النقابة، فإنّ هناك لجنة جرى تشكيلها، وستكون وظيفتها الاستقرار على أسماء «4» مرشحين من بين «9» أو «10» أسماء صحفية؛ لتكون ممثلة لـ«تيار الاستقلال» فى انتخابات مارس المقبل.
وتابع المصدر: «في ما يخص المرشحين فوق السن فإنّ الأسماء التي سيتم الاختيار في ما بينها هى: خالد البلشى، هشام يونس، أسامة داود، إبراهيم منصور»، مضيفًا أنه في ما يخص «تحت السن»، فإن الأسماء المطروحة هى: محمود كامل، حازم حسنى، تامر هنداوي، محمد أبو زيد، وليد صلاح، إيمان عوف، (سيتم اختيار اثنين فوق السن واثنين تحت السن من الأسماء السابقة).
وأكد المصدر لـ«القاهرة 24»، أنّ المعيار الأساسى فى الاختيار سيكون وفقًا لقدرة المرشح على الحصول على كتلة تصويتية أخرى بجانب الـ«400» أو «500» صوت التابعة لـ«تيار الاستقلال».