حديقة الأندلس المتنفس الوحيد لأبناء السيد البدوى “خاوية على عروشها من الحيوانات” (صور)
هى واحدة من أكبر الحدائق والمتنزهات فى وسط الدلتا، أنشئت عام 1956، على شكل نموذج مصغر من حديقة الحيوان فى الجيزة، وظلت على مدار 50 عاما هى قبلة مئات المواطنين فى محافظة الغربية والمحافظات المجاورة ومكانا لقضاء أيام الإجازات سواء الأسبوعية أو فى الأعياد والمناسبات.
حديقة الأندلس بطنطا، أو المنتزه كما يطلق عليها أهالى الغربية، زارها الرئيس الراحل أنور السادات في إحدى زيارته الى المحافظة، كانت نموذجا مصغرا من حديقة الحيوان فى الجيزة لما بها من نفس أنواع وفصائل الحيوانات، غير أن يد الإهمال طالتها وحولتها من مزار ومتنفس لمئات المواطنين من محافظة الغربية والمحافظات المجاورة الى “خرابة” واقفاص خاوية على عروشها من الحيوانات والطيور.
يقول طارق فاضل، من أهالي مدينة طنطا، ان حديقة الأندلس غير آدمية ولا تصلح لقضاء اجازات الاعياد والمناسبات، ويضطر ان يسافر الى مدينة دسوق فى محافظة كفرالشيخ فى كل عيد لقضاء الإجازة مع افراد الأسرة.
وتضيف سلوى الزغبي، ربة منزل، أن أفراد أسرتها المكونة من 6 أفراد قرروا دخول حديقة الأندلس في إجازة عيد الأضحى الماضى، فوجئوا أن رسوم دخول الفرد 5 جنيهات بعد أن كان لا يتخطى جنيها واحدا، قائلة “دفعنا وقتها 30 جنية ولم نجد فيها اى خدمة او شئ يستحق دخول الحديقة”، مبينة ان الحديقة منذ 10 سنوات كانت تكتظ بالزوار والاسر خاصة فى اجازة الأعياد، للاسف دلوقتى بقيت خالية.
إبراهيم الحسيني، مهندس زراعى، أكد أن قرار غلق الحديقة مع ترك باب مفتوح لدخول وخروج العاملين لتقديم الرعاية للحيوانات فى 2013 من قبل اللواء محمد نعيم، محافظ الغربية فى هذا الوقت، كان بهدف تطوير الحديقة، بعد أن تدهورت اوضاعها واصبحت الخدمات بها غير لائقة لاستقبال الزوار وخلوها من أهم الحيوانات التي كانت تميزها على مدار السنوات الماضية، والاقتصار فقط على جمل وحصان وحمار وعدد من البط والأوز والحمام.
مضيفا “بالفعل تم مخاطبة المسؤولين فى وزارتى الزراعة والتنمية المحلية بحكم ان الحديقة 40% منها تابعة لمحافظة الغربية، و 60 % تتبع وزارة الزراعة، وطرح وقتها تشكيل لجنة للعمل على التطوير بتكلفة 5 ملايين جنية، لكن بدون جدوى “.
وأشار “محمد ع”، مسؤول بديوان مديرية الزراعة بالغربية، ان قرار غلق الحديقة وقتها اثار غضب المواطنين خاصة وأنها كانت المكان الوحيد بحكم القانون لرؤية الأبناء من الأزواج المنفصلين، كما أدى القرار إلى نقل الحيوانات من الحديقة الى حدائق وزارة الزراعة بعد ان تقدم وقتها مدير الحديقة ببلاغ الى قسم ثان طنطا يطالب فيه بفتح باب رئيسي فى الحديقة بدلا من الباب الفرعى حتى يتمكن العمال من تقديم الرعاية للحيوانات ودخول السيارة الى داخل الحديقة”.
مبينا أن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الاسبق، زار الحديقة فى 2014 وقرر فتحها أمام المواطنين لحين تطويرها، ومن وقتها وهى مفتوحة لكنها خاوية على عروشها من الحيوانات وبدون اى تقديم خدمات للزوار، ما أدى لعزوف غالبية الأسر والزوار عن الحديقة، بعد ان كانت تستقبل فى اليوم ما لايقل عن 500 اسرة وزائر، وتدر دخلا قرابة الـ 200 ألف جنيه شهريا.
ويضيف محمود السيد، طبيب بيطري، أن الإهمال وعدم الرعاية البيطرية للحيوانات فى حديقة الأندلس وراء نفوق البعض ونقل البعض الآخر الى حدائق أخرى، بها رعاية طبية جيدة للحيوانات، مطالبا من المسؤولين سرعة تطوير الحديقة واعادتها الى سابق عهدها عندما كانت نموذجا مصغرا من حديقة الحيوان بالجيزة، خاصة وأنها هى المتنفس الوحيد لأهالي مدينة السيد البدوي بعد تطوير شارع البحر الذى كان يحتوى على جزيرة وسطى، يجلس فيها الأهالى هربا من حرارة الجو فى فصل الصيف، لافتا إلى بقوله طليس امام المواطنين فى طنطا سوى حديقة الطفل بمنطقة الاستاد لقضاء فيها الإجازات سواء الاسبوعية او فى الاعياد والمناسبات وللاسف هى حديقة صغيرة المساحة لاتستوعب كل الزائرين”.
وأشار عبد الحميد عبد الغفار، مهندس معمارى، حديقة الاندلس في موقع استراتيجي كونها فى شارع البحر أهم شوارع المدينة، ما يجعلها مطمعا للكثير من رجال الأعمال وأصحاب الشركات العقارية، مضيفا بقوله “هناك من لا يريد تطوير الحديقة وإعادة تأهيلها بالشكل الأمثل، ويطمع فى الإستيلاء على أرضها وبناء أبراج معمارية عليها”.
من جانبه كشف مصدر مسؤول بالحديقة، قائلًا: “أعمال التطوير تجرى على قدم وساق داخل الحديقة، والدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الاراضى، طالب اثناء زيارته الى الحديقة مؤخرا سرعة الانتهاء من التطوير بأقصى سرعة ممكنة كون الحديقة هى المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة وايضا عدد من محافظات الدلتا”.
مبينا أن أعمال التطوير تتضمن إنشاء بحيرة التماسيح، وأخرى للبجع، وتم إزالة الأقفاص القديمة وإنشاء غيرها بالشكل الحديث، إلى جانب إنشاء عدد من الجبلايات بها صبار وقروض وخنازير وماعز اسيوى، ومن المقرر أن يتم الإنتهاء من عمليات التطوير في منتصف العام المقبل.