أقباط يهاجمون محمد الباز بعد مطالبه بعزل الأنبا مكاريوس
يومان مرا على واقعة مؤسفة شهدتها إحدى قرى محافظة المنيا، حيث تجمهر عدد من المتشددين حول منزل يُصلي به أقباط القرية، ونجحوا في إخراجهم من المنزل وطرد الكهنة خارج القرية تحت حماية رجال الشرطة.
تلك الواقعة ألقت بظلالها على مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من أطلقوا عليها “غزوة زعفرانة”، كون المحتشدون في قرية منشية زعفرانة التابعة لمركز ابو قرقاص بالمنيا، رددوا هتافات دينية في طردهم للكهنة ومنع المسيحيين من الصلاة، وهناك من وصفوها بأنها صفعة جديدة في وجه الوطن خاصةً عقب افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح ومسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، وآخرين رأوا أن هناك أيادي خفية تعبث في محافظة المنيا، كون مثل تلك الحوادث تتكرر بكثرة في قرى المحافظة.
الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور ومقدم برنامج “90 دقيقة” المذاع عبر قناة المحور، كان له رأي آخر أضاف للحدث لهيبًا فوق لهيبه.
الباز في حلقة برنامجه بالأمس لمح بمسؤولية الأنبا مكاريوس، مطران المنيا وأبو قرقاص عن تكرار الحوادث الطائفية في المنيا، معللًا وجهة نظره بأنه تم تغيير أكثر من محافظ ومدير أمن ولا تزال مثل تلك الأحداث تتكرر، ولن يتبقى هناك سوى الأنبا مكاريوس فقط.
وأضاف الباز أن الأنبا مكاريوس كان حاضرًا في معادلة الفتنة الطائفية بالمنيا وهو الوحيد الذي لم يتغير، مشيرًا إلى أنه لو كان السبب فيما يحدث فليرحل لأنه لا أحد أكبر من الدولة المصرية وأستقرارها.
مطالب الإعلامي ورئيس التحرير بعزل الأنبا مكاريوس من مطرانيته ونقله إلى مكان آخر، ألهبت حماس أقباط في وقت لا يحتاج حماسهم إلى أدنى لهيب، فشنوا هجومًا ضروسًا على الباز.
الهجوم طالب الباز بقدر ما هاجم هو شخصيًا الأنبا مكاريوس، فطالب أقباط بمقاطعة برنامج “90 دقيقة” الذي يقدمه محمد الباز ومقاطعة قناة المحور التي تفتح أبوابها للهجوم على قيادة من قيادات الكنيسة.
مطلب آخر رفعه أقباط آخرين بسحب أية تصاريح ممنوحة لصحفيين جريدة الدستور لتغطية أخبار وفعاليات الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، ومنع التواصل الرسمي بشكل كامل مع الجريدة.
آخرون أتهموا الباز بمحاباة المسؤولين والتغاضي عن الأحداث الطائفية الممنهجة ضد الأقباط بالمنيا، ومحاولة الصاق التهمية بالأنبا مكاريوس تارة وبالمسيحيين تارة آخرى، الأمر الذي دفعهم للمطالبة بوقفه عن تقديم البرامج من قبل المجلس الأعلى للإعلام.
وكانت ايبارشية المنيا وأبو قرقاص قد أصدرت بيانًا صحفيًا عقب وقوع هجوم من متشددين على مكان يصلى بها بعض الأقباط بمنطقة تسمى منشية زعفرانة التابعة لمركز ابو قرقاص بالمنيا، وقامت قوات الأمن بإخراج الكهنة الاثنين واغلق المكان.
وقال البيان:”التزمنا الصمت منذ وقوع التعديات ظهر اليوم الجمعة 11 يناير، ولكن وبعد أن تناثرت الأخبار فى مواقع التواصل الاجتماعى، ننشر هنا حقيقة الأمر”.
مطرانية المنيا: الأمن استجاب لرغبة متشددين بغلق كنيسة وطرد قساوسة وسط زغاريد النساء (بيان وفيديو)
وأضاف البيان:”تقع قرية منشية زعفرانة على مسافة 5 كم جنوب شرق مدينة الفكرية بالمنيا، حيث يمتلك المطرانية مكاناً صغيراً تقيم فيه الصلوات منذ مدة، ويقيم فى تلك القرية حوالى ألف قبطى وفى يوم 7 يناير، وبعد صلاة القداس العيد بساعات، قام مجموعة من المتشددين بدخول المكان فقام البوليس بإخراجهم منه، بينما استمر اثنان من الآباء الكهنة ع بعض أفراد الشعب بداخل المكان”.