أسرار التحركات الأخيرة لتنصيب ضياء رشوان نقيبًا للصحفيين.. وإزاحة عبد المحسن سلامة
يبدو أنّ الأيام المقبلة ستشهد اشتعال المعركة الخاصة بانتخابات التجديد النصفي بـ«نقابة الصحفيين»، والتى ستجرى فى مارس المقبل على مقعد «النقيب» الذي يشغله حاليًا عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، و«6» من أعضاء المجلس المنتهية مدتهم، وهم حاتم زكريا وخالد ميرى ومحمد شبانة وإبراهيم أبو كيلة وأبو السعود محمد ومحمود كامل.
وبحسب قانون نقابة الصحفيين، تُجرى انتخابات التجديد النصفى كل عامين فى أول جمعة من شهر مارس، على أن ينعقد مجلس النقابة قبل الموعد المحدد للانتخابات؛ للإعلان عن فتح باب الترشح، وقبول أوراق المرشحين الجدد قبل موعد إجراء الانتخابات بـ«15» يومًا على الأقل.
«رشوان» يعود لـ«بورصة» المرشحين على مقعد «النقيب»
وبعيدًا عن الاهتمام بأسماء المرشحين على مقاعد أعضاء المجلس، فإنّ الوسط الصحفى منشغل أكثر بالحديث عن الشخصيات الصحفية التي ستتنافس على مقعد «النقيب»؛ لاسيما فى ظل الانتقادات الموجهة لـ«عبد المحسن سلامة»، وتردد أسماء أخرى قد تُنافس على المنصب؛ ومن هذه الأسماء ضياء رشوان، الذين كان نقيبًا أسبقًا للصحفيين، والرئيس الحالى لـ«هيئة الاستعلامات»، والذى دخل اسمه بورصة الترشيحات بقوة من جديد رغم أن مقربين منه كشفوا – فى وقت سابق – عن أنه لا ينوى الترشح، ولكن يبدو أن «الغرف المغلقة» شهدت تطورات وكواليس قد تكون سببًا فى الدفع بـ«رشوان» للمنافسة على المنصب، لاسيما أنه قال فى وقت سابق إن هذا الأمر سيتم حسمه نهاية الأسبوع الجاري.
قصة تحركات ترشيح رئيس «الاستعلامات» نقيبًا للصحفيين
وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«القاهرة 24»، فإنّ التحركات الخاصة بالحديث عن الدفع بـ«ضياء رشوان» للترشح على منصب «النقيب»، بدأت منذ ما يقرب من أسبوعين؛ لكن التحرك الفعلى كان يوم السبت الماضى؛ بعد اتجاه صحفيين للجلوس مع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ومطالبته بالترشح، و«إزاحة» الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة من المنصب؛ بحجة أنه «اتحرق» ووجود انقسامات خطيرة على بقائه كـ«نقيب» في الجبهات التي كانت مؤيدة له فى وقت سابق.
وضمت هذه الجبهات صحفيين ترشحوا على عضوية المجلس فى الانتخابات الماضية، وساندوا «عبد المحسن»، ولكنهم لم يجدوا فى الوقت نفسه دعمًا أو مساندة منه للفوز فى تلك الانتخابات.
ووفقًا للمعلومات أيضًا، فإنّ عملية الدفع بـ«رشوان» للمنافسة على منصب نقيب الصحفيين تُحركها عدة جهات هي لجنة الإعلام بـ«مجلس النواب»، وأعضاء بـ«الهيئة الوطنية للصحافة»، والهيئة الوطنية للإعلام، وشخصيات كبيرة بالدولة، فضلًا عن مجموعات من الصحفيين والذين طالبوا الرئيس الحالى لـ«هيئة الاستعلامات» بالترشح.
وعلم موقع «القاهرة 24» من مصدر، أنّ هناك تعليماتٍ صادرةً من جهات عليا لـ«الهيئة الوطنية للصحافة» للترويج لـ«ضياء رشوان» كمرشح على منصب نقيب الصحفيين، الأمر الذى تسبب فى حالة من «الارتباك» بين شخصيات و«كتل» صحفية اتفقت فى وقت سابق مع عبد المحسن سلامة على دعمه وتأييده فى الانتخابات.
وتابع المصدر: «هذه الشخصيات تشعر بحيرة الآن، خاصة بعد احتمال ترشح ضياء؛ لأنهم لن يستطيعون الاستمرار فى تأييد عبد المحسن سلامة إذا أعلن ضياء رشوان رسميًا موافقته على الترشح لمنصب النقيب»، لافتًا إلى أنه فى هذه الحالة سيكون رئيس هيئة الاستعلامات هو «مرشح الدولة» على المنصب؛ خاصة أنه مسئول كبير بالدولة، ويرأس هيئة مهمة، وترشحه على منصب «النقيب» يعنى أنه حصل على «الضوء الأخضر من فوق».
كما كشف مصدر من داخل جريدة «الأهرام»، أنّ الاجتماع الأخير الذى جمع بين «ضياء رشوان» والأستاذ كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ومجموعة من الصحفيين بالمؤسسة، لا علاقة له بموضوع ترشيح «ضياء» على منصب نقيب الصحفيين، ولكن كان اجتماعًا لمناقشة مشكلات «الأهرام» مع رئيس الهيئة.
وأضاف المصدر لـ«القاهرة 24»، أن الحديث عن ترشح ضياء رشوان على منصب «النقيب» يتردد بقوة الآن داخل مؤسسة «الأهرام»، وأنّ رئيس الهيئة العامة للاستعلامات من المتوقع أن يعلن موقفه النهائي خلال ساعات.
الأسباب الحقيقية وراء تحركات ترشيح ضياء رشوان
وعلم موقع «القاهرة 24» أنّ هذه التحركات التى تشهدها الكواليس و«الغرف المغلقة» تشبه عملية «تربيطات الكبار» لـ«مبايعة» الدكتور ضياء رشوان نقيبًا للصحفيين للمرة الثانية، و«إزاحة» عبد المحسن سلامة من المنصب.
وعن سر الاتجاه للدفع بـ«رشوان» للترشح على منصب «النقيب»، كشف مصدر، أنّ هذا الأمر «يروق» لجهات عديدة بالدولة؛ خاصة أن الرئيس الحالى لـ«هيئة الاستعلامات»، لا يتحدث كثيرًا فى الوقت الجارى عن الملف الخاص بـ«الحريات الصحفية»، والذى يشهد الوسط حربًا عليه؛ لاسيما مع وجود لائحة جزاءات المجلس الأعلى للإعلام، والتى ترفضها شخصيات صحفية، وأعضاء حاليون بمجلس النقابة.
وأضاف المصدر لـ«القاهرة 24»، أنّه توجد أسباب أخرى للاتجاه لترشيح «رشوان» نقيبًا للصحفيين، ومنها عدم قبول الدولة بشروط طلبها رئيس إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى؛ للموافقة على الترشح على مقعد «النقيب»، وأنّه تم رفض تنفيذ هذه «الشروط».
وأكد المصدر أنّ هناك حالة من الرضا عن «رشوان»؛ بسبب نجاحه فى إدارة الهيئة العامة للاستعلامات، مشيرًا إلى أنّ هناك «تكليفًا» بالتحديد لـ«ضياء رشوان» بالترشح على منصب «النقيب».
كما تواصل موقع «القاهرة 24» بمصدر من داخل الهيئة الوطنية للصحافة؛ والذي رفض الحديث عن مسألة دعم ترشيح «رشوان»؛ للمنافسة على منصب نقيب الصحفيين.
وقال المصدر، إن هذا الأمر من المبكر جدًا الحديث عنه، خاصة أنّ خريطة المرشحين لهذا المنصب لم تظهر بعد.
نجاح «رشوان» فى هيئة الاستعلامات يرفع أسهمه
وبعيدًا عن حديث المصدر، فإنّه عند الحديث عن الدائرة الصحفية القريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا يمكن إهمال الإشارة إلى الدكتور ضياء رشوان؛ باعتباره يُدير هيئة مهمة تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، ومعروف بعلاقاته الوطيدة مع بعض مستشاري الرئيس، إضافة إلى ارتفاع أسهم «رشوان» منذ إدارته للهيئة العامة للاستعلامات التي أنشئت عام 1954، وهي هيئة حكومية تتبع رئاسة الجمهورية وتضطلع بدورها كجهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة.
وأعاد «رشوان» البريق لـ«الهيئة العامة للاستعلامات»، ونجح بالفعل في قيادتها لاسيما مع تصديه لعدد كبير من تقارير وسائل الإعلام الأجنبية التي تراها الدولة مجرد تقارير «مغلوطة ومفبركة».
يتفق الحديث السابق مع الإشادات الإعلامية بـ«رشوان»، ومنها ما قال الإعلامى جابر القرموطى في إحدى حلقات برنامجه «مانشيت القرموطي» الذي كان يذاع على قناة «النهار»، حيث أكدّ «أن الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات مرشح لتولي منصب وزير.. وده حقه لأنه عمل جهد ملموس في الاستعلامات».
وأكد «القرموطي» أن «رشوان استطاع رغم انتقاد البعض لأداء الهيئة، أن يضعها على الساحة، وأن يكون لها دور فعال في تصحيح صورة مصر الخارجية».
كما أشاد أعضاء بـ«الوفد الإعلامي المصري» المشارك في تغطية فعاليات الدورة «٧٣» للجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي بها، بأداء فريق الهيئة العامة للاستعلامات بنيويورك، وما قدموه من تسهيلات للوفد الإعلامي؛ فضلًا عن الدعم اللوجستي، مثل استقبال الوفد الإعلامى بالمطار، وإقامة مركز إعلامي بمقر القنصلية المصرية؛ لتسهيل عمل الصحفيين والإعلاميين.
مَن هو المرشح المحتمل على منصب النقيب؟
تكشف السيرة الذاتية لـ«ضياء رشوان» أنه كاتب وباحث متخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، ولد عام 1960م في قرية «المحاميد» التابعة لمركز أرمنت بـ«محافظة قنا»، وحصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1981، ثم حصل على ماجستير التاريخ السياسي من جامعة السوربون بباريس عام 1985م.
كان والده نائبًا في البرلمان عن دائرة «أرمنت»، ولم يقتصر اهتمامه بالعمل السياسي على التأصيل النظري والفكري بل مارس العمل السياسي.
خاض «رشوان» انتخابات مجلس الشعب عام 2010، كما خاض انتخابات انتخابات نقابة الصحفيين عام 2009 أمام مكرم محمد أحمد الذي فاز بالتجديد.
تولىّ عددًا من المناصب منها منصب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، كما ترشح مجددًا على منصب نقيب الصحفيين في انتخابات مارس 2013 والتي أسفرت عن فوزه؛ بعد حصوله على 1280 صوتا بنسبة 55% مقابل 1015 صوتًا لمنافسه عبد المحسن سلامة.
اختير عضوًا بـ«لجنة الخمسين» التي وضعت الدستور عام 2014، كما كان عضوًا بالمجلس الأعلى للصحافة (الأعلى لتنظيم الإعلام حاليًا) بين عامي 2013 و2015 ممثلاً لـ«نقابة الصحفيين».
فى يوم الثلاثاء 06 يونيو 2017، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارًا جمهوريًا بتعيين ضياء رشوان رئيسًا لـ«مجلس إدارة الهيئة العامة للاستعلامات»، وينتظر «الوسط الصحفى» حاليًا قراره النهائي بالترشح على منصب «النقيب».