أمهات خلف الكواليس.. بطلات في حياة أبنائهن لمواجهة التنمر.. وداعية إسلامي: هنيئًا لهن
لا أحد يحبك مثل أمك.. لم تكن مجرد مقولة يتناقلها الناس على ألسنتهم، بل هي واقع نعيشه، حكايات كثيرة، أثبتت أن هناك أمهات لا يستسلمن للزمن، بل دائمًا ما يبحثن عن طرق مبتكرة لدعم أولادهن، إذا أصابهم مكروه، ويقفن سدًا منيعًا لصد أي هجمات تنمرية على فلذة كبدهن، لِيَكُنَّ بمثابة نس في حياة الأبناء.
أمهات خلف الكواليس
طفل القمر
ألم جسدي ونفسي دون انقطاع يعيشه عمرو شميس، طفل لم يتخط الثامنة من عمره، ليحرم من اللعب أو الخروج لعدم تعرضه إلى الشمس، فهو طفل القمر، المصاب بسرطان الجلد، لذا أقدمت والدته على دعمه معنويًا من خلال مساعدته لها في طبخ بعض الأطعمة، مع مراعاة وجوده أمام التكييف طوال الوقت.
دعم على مواقع التواصل
محمد أحمد سيد، طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، مصاحب بمرض نادر، فهو الحالة الأولى في الشرق الأوسط والسابعة على مستوى العالم، المرض يجعل الشخص يظهر دون أنف مع عدم القدرة على الرؤية، لتصمم له والدته صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بحالته وتوصيل دعم الناس له.
ساعدته لمقابلة الرئيس
أميرة عرفة، أم مصرية أصيلة، حققت حلم ابنها أحمد في مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما حصل على المركز الأول في جائزة أوسكار للإبداع الفني لذوي الهمم، بالإضافة إلى بعض الجوائز الأخرى.
كنت بشجعه وبدخل على صفحات المسابقات.. حصل أحمد على الدعم من والدته التي بحثت عن كل شيء يساعدها في وقوف ابنها أمام الرئيس ومشاركته في الكورال، ليحقق أمنية حياته.
أصيب أحمد بنقص الأكسجين في الولادة، مما سبب له بعض المشاكل الجسدية، مثل تأخر الكلام والمشي، ولكن لم تيأس ولادته، وساعدته في استكمال تعليمه، ورغم فقدانه البصر فيما بعد، فإنها وقفت بجانبه، وعلمته طريقة برايل، حتى يجد عائقًا في تحقيق حلمه.
مبادرة متخبيش وشك
أطلق الدكتور كرم علام، أستاذ مساعد جراحة التجميل واستشاري جراحات تجميل الأطفال والعيوب الخلقية، مبادرة لنبذ التنمر تحت عنوان ماتخبيش وشك.
يقول مؤسس المبادرة: ماتخبيش وشك، هي مبادرة لدعم الأطفال المولودين باختلافات تكوينية - عيوب خلقية - في الوجه والرأس أو أي تشوه نتج عنه تغير في الشكل مثل الإصابات والحروق.
وأضاف: محور من محاورها العلاج الطبي جراحي وغير جراحي طبقا لأحدث المعايير الطبية العالمية، ومحور تاني دعم نفسي للطفل والأسرة لرفع ال self esteem وبناء الثقة في الطفل علشان ماينعزلش عن المجتمع وتقل فرصه في التعليم والعمل والعلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى جزء خاص بمخاطبة المجتمع لتقليل التنمر ضد المختلفين شكليًّا وسهولة دمجهم في تيار الحياة من خلال أدوات التغيير خصوصًا الفن والأدب.
هنيئًا لهن
علق الشيخ محمد عبد البديع، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، على هذه القصص، قائلًا: هذا له ثواب الصبر العام، وهو عمل كريم، تعدلين به سلوكه، وتقفين على رعايته وربايته، فهو جهاد عظيم، والله يقول: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وأضاف خلال حديثه مع القاهرة 24: إن استقامة الولد ستكون في موازينك يوم القيامة، وسيدعو لك حينما يكبر، وسيستجيب الله دعاءه فيك.
الدعم المعنوي من الناحية النفسية
قال الدكتور هشام ماجد، الطبيب النفسي والمحاضر الدولي، إن الأسر التي لديها مثل هذه الحالات يجب أن يتم تخصيص برامج تأهيلية ومعرفية لهم لكي يعرفوا طبيعة الإعاقة وكيفية التعامل معها.
وتابع خلال حديثه مع القاهرة 24: يجب كذلك زرع الثقة في أولادهم وأن يركزوا على تنمية مهارات التواصل لديهم وإخراج كل طاقاتهم الإيجابية، والاهتمام بالعلاج المبكر، مما يساعد على تحسن الحالة الذهنية والعقلية لهؤلاء الأطفال ودمجهم في المجتمع بصورة أفضل.