باحث: طالبان لم تختلف عن السابق وستحول أفغانستان إلى مأوى للحركات الإرهابية
قال منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، إن نسخة حركة طالبان الحالية لم تختلف عن نسختها في 2001، عندما غزت القوات الأمريكية أفغانستان، مشيرا إلى إيواء الحركة المتطرفة، تنظيم القاعدة في بداية الألفية الثانية، وظلت تدعمه وغيره من الجماعات المتطرفة التي تلاحقها الأجهزة الأمنية في جميع بلدان العالم.
ويرى أديب، حسبما ذكر في تصريحات لـ القاهرة 24، أن طالبان ستحول أفغانستان إلى ملاذ آمن ليس فقط لتنظيم القاعدة ولكن جميع التنظيمات المتطرفة في العالم، مثل داعش والإخوان وبوكو حرام، وغيرها من الجماعات المتطرفة، موضحا أن دافع الحركة لذلك هو رؤيتها أن هذه التنظيمات أقرب إليها من الحكومات التي تواجهها، وبالتالي توفر لها الحماية.
وأشار إلى أن الظهير الصحراوي لأفغانستان مع وجود طالبان في السلطة سيكون مكان مناسبا لإيواء وتدريب العناصر الإرهابية وحمايتها، مضيفا أن الحركات الإرهابية ستجد في كنف طالبان الملاذ الآمن والحماية لتدريب عناصر جديدة والانطلاق لتنفيذ عملياتها في مناطق أخرى من المنطقة والعالم.
واعتبر أن القتال السابق بين طالبان وداعش لن يؤثر في وجود علاقة بينهما في المستقبل، فالأخير سيسلم الراية لحركة طالبان باعتبار أنه على رأس السلطة، فيما ستحاول طالبان احتواء التنظيم تحت “الإمارة الإسلامية” التي تريد الحركة إقامتها.
ولفت إلى أن استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان برغبة أمريكية، حيث ظلت الولايات المتحدة في أفغانستان لمدة 20 عاما دون أن تقضي على طالبان التي عادت لتسيطر على دولة أفغانستان بالكامل بوتيرة متسارعة للغاية، وبعدد كبير من المسلحين، كما لم تقضي على تنظيم القاعدة، وغادرة الدولة مخلفة وراءها زعيم التنظيم أيمن الظواهري، الذي يُجهز لعودة عمليات التنظيم.
وأضاف أن المتضرر الأكبر من تولي طالبان السلطة في أفغانستان، هي جاراتها دولة الصين، التي لن يكون مفيدا لها على الإطلاق وجود إمارة إسلامية على حدودها، ومع رؤية طالبان اضطهادها لمسلمي الإيجور، فضلا عن تضرر مشروع بكين لإقامة طريق الحرير الاقتصادي، موضحا أن المستفيد من كل ذلك هو أمريكا التي تسعى لكبح صعود الصين الاقتصادي والسياسي في العالم.