هل يجوز للمرأة أن تتزوج مرة أخرى بعد الطلاق الشفهي؟.. علماء يوضحون
الطلاق الشفهي حيلة يستخدمها معظم الرجال للتهرب من إعطاء الزوجات حقوقهن، وتظل السيدات معلقات بين الطلاق الذي بالفعل وقع عليهن وبين عدم اعتراف الجهات الحكومية بأنها مطلقة لذلك لا يجوز لها الزواج مرة أخرى، ولكن هل أباح الدين للمرأة الزواج من رجل آخر بعد طلاقها من زوجها الأول شفهيًا فقط دون توثيقه بشكل رسمي.
ردًا على السؤال السابق، يقول الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، إن الطلاق الشفهي يقع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد النكاح، الزواج والطلاق والعتق"، ولكن يجب أن يتم توثيق الطلاق رسمي لأنه في حال انقضاء العدة ولم يرجعها الزوج إلى عصمته مرة أخرى، يحق لها أن تتزوج بأخر، لقول الله تعالى" وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ".
وأضاف، في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أنه في حال الطلاق الزوجة لا يكون هناك إثبات يساعدها على الزواج من رجل آخر إلا ورقة موثقة رسميًا، وإلا بذلك سيكون الأمر مشاعًا، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "فاكتبوه"، مؤكدًا أن الله أمرنا بتوثيق ما نقوم به بشكل رسمي ليس فقط في الزواج بل في أمورنا الدنيا المختلفة لحفظ الحقوق.
وتابع أن الله حرم أن يترك الزوج زوجته دون ردها له في ذات الوقت مع عدم توثيق الطلاق بشكل رسمي لقوله تعالى: "فتذروها كالمعلقة"، لافتًا إلى أن عدم توثيق الطلاق لرفض الأزواج إعطاء الزوجات حقوقهن، يعد إضرارًا بهن وهذا ما حرمه الإسلام وذلك لقول الله تعالى: "وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعًا حَكِيمًا".
في ذات السياق، يقول الشيخ محمد عبد البديع، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إنه لا توجد مشكلة في الدين في حال وقوع الطلاق الشفهي على الزوجة أن تقدم على الزواج بآخر بعد انقضاء عدتها، ولكن المشكلة تكمن في أنها قانونًا لا تزال متزوجة ففي حال رغبتها في الزواج مرة أخرى لن تستطيع ذلك.
وأضاف، خلال تصريحاته لـ "القاهرة 24"، أنه لا يحق لها أن تترك منزل الزوجية قبل انقضاء فترة العدة، حيث إن تلك الفترة يجب أن تكون في بيت الزوجية وأن ينفق زوجها عليها، مؤكدًا أنه بعض المذاهب اتفقت على أنه على الزوجة أن تتزين لزوجها خلال فترة العدة لأنه من الممكن أن يكون هذا سببًا في أن يواقعها ويجامعها وتعد بذلك رجعة.