خطيب بـ الأوقاف: العبادات والدين أكثر الأمور إصابة بالحسد
يرفض بعض الأشخاص التحدث عما يقومون به من عبادات للتقرب من الله، ظنًا منهم أنه الحسد أيضًا يصيب العبادات ما من الممكن أن يجعلهم يتكاسلون عن أدائها أو الالتزام بها كما كانوا من قبل، وهذا ما أثار استياء أشخاص آخرين منتقدين فكرة تبرير أن كل ما يصيب الإنسان من مكروه سببه تعرضه للحسد وليس قضاء وقدرًا من الله.
يقول الشيخ محمد عبدالبديع، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إن أشد الأمور التي يكون بها حسد هي العبادة والدين والصلاح والتقوى، ولذلك كل من يتحدث عما يقوم به من عبادات من الممكن أن ينتكس بها، مشيرًا إلى أن الحسد في الأمور الدينية يكون أقوى من الأمور الدنياوية.
وأضاف خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، أن الشخص الذي يتحدث عن عبادته من المفترض أن يشير في حديثه إلى العبادات المفروضة مثل صيام شهر رمضان لأنها لا يجوز التكاسل عنها، وذلك من باب: وأما بنعمة ربك فحدث، ولكن العبادات النوافل التي تعتبر تقربًا من العبد لربه هى أشياء لا تُحكى، لأن تحدث المسلم عما يقوم به من السنن لثناء الناس عليه ولينتشر بينهم أنه يقوم بهذه العبادات، هذا الأمر يعتبر رياء والله يبطل العمل إذا دخله رياء.
وأوضح عبد البديع، أن الخبيئة -أي العبادة التي يقوم بها الإنسان تقربًا لله ولا أحد يعلمها إلا هو- لها فائدتان في الدنيا والآخرة، حيث إنه من الممكن أن يكون هذا العمل هو الشافع لدى العبد عند ربه يوم القيامة، والفائدة الثانية والتي تكون في الدنيا هي أن يتوسل الإنسان إلى الله بهذا العمل عندما يقع في شدة أو ضيق، مستشهدًا في ذلك بقصة أصحاب الغار الذين أخذوا يتوسلون إلى الله بأعمالهم الصالحة حتى خرجوا من الغار.
وأكد الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، على أنه على العبد أن يخلص العمل لله ويوجه قلبه له دون الناس، وإذا كان منفردًا وقت قيامه بعبادة معينة لا يخبر بها أحدًا، وذلك حتى لا يتغير قلبه على الله.
وقال إنه ليس كل حاسد يتعمد الحسد حيث إن الإنسان من الممكن أن يحسد نفسه، فالإنسان عندما يرى ما يعجبه ويشتد إعجابه به ولا يذكر الله فتأخذه الدهشة فيحسد صاحب هذه النعمة، دون علمه بأنه حسده، وفي هذه الحالة لا يوجد إثم عليه لطالما لم يكن متعمدًا، لافتًا إلى أنه من الضروري عند رؤية الشخص ما يعجبه أن يبارك عليه ويدعو بأن يرزقه الله مثله.