الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إمام بـ الأوقاف يكشف حكم إجبار الأطفال على العمل في مهن لا تناسب أعمارهم

عمل الأطفال
دين وفتوى
عمل الأطفال
الثلاثاء 17/أغسطس/2021 - 02:52 م

تُجبر بعض الأسر أبناءهم على العمل منذ الصغر، في اعتقاد منهم أن ذلك سيمكنهم من الاستقلال المادي وسيساعدهم على الاعتماد على أنفسهم، ولكن يرغم بعضهم الأطفال على عمل في مهن لا تناسب أعمارهم ولا تتماشى مع قوة تحملهم الجسمانية أو حتى العقلية، ما من الممكن أن تأتي نتائجه بالسلب على الطفل وتدفعه بالشعور بالغيرة من أقرانه الذين يعيشون مرحلة طفولتهم الذي حُرم منها. 

في هذا الصدد يوضح الدكتور محمود الأبيدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أنه «من المفترض وضع الشئ في نصابه أي أنه على الوالدين توفير فرص عمل الذي يستطيع أن يتحملها طفلهم، أما إجبارهم على العمل في وظائف تتتطلب جهدًا أكبر من الذي يستطيعون بذله، يعتبر شئ غير آدمي»، مستشهدًا في ذلك بقول الله تعالى: «لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ»، مشيًرا إلى أن النفس هنا لا تقتصر فقط على الإنسان بل كل كائن حي.

وأضاف الأبيدي في تصريحات لـ «القاهرة 24»، أنه من المفترض أن يعيش الطفل طفولته ويفرح بها وعلى الأهل أن يساعدوه في ذلك، فإن كان له مقدرة على العمل يبحثوا له على عمل يناسب عمره وكفاءته، موضحًا: «في حال كان العمل يتطلب جهد أكبر من طاقة الطفل يعتبر هذا الأمر حرام، كذلك إن كان أقل من قدرته يعتبر تدلل وميوعة وهذا أيضًا حرام»، واستشهد في ذلك بقوله تعالى «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ».

وأوضح الأبيدي، أنه لا يوجد عمر معين ينبغي على الوالدين فيه توفيرعمل لطفلهم حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه لأن هذا الأمر يرتبط بالقوامة، حيث أن هناك أطفال رغم صغر سنهم إلا أن الظروف ساعدتهم على تعلم كيفية الاعتماد على النفس ومساعدة الأخرين، مشيرًا إلى أن قوامة الطفل تعتمد على البيئة التي نشأ بها وتربيته ومدى الاحتياج لهذا العمل سواء كان مادي أم أنه رغبة من الطفل للعمل.
وتابع الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، أن العلاقات الاجتماعية تقتضي أن الوالدين يعلمون أبنائهم كيفية الاعتماد على النفس، كذلك كما حثنا سيدنا عمر ابن الخطاب عندما قال «اخْشَوْشِنوا؛ فإنَّ النِّعمَةَ لا تدوم»، لافتًا إلى أنه بالرغم من أن الإنسان مطالب بأن يخشوشن ولكن لا تصل إلى الحد الذي يصل به إلى القسوة، كذلك الدلال الزائد ليس مطلوب.

وأردف «أنه من الأفضل أن يتعلم الطفل منذ صغر سنه كيفية إدارة الأزمات ومواجهتها وعدم الخوف من المخاطر التي تواجهه، حتى تنفعهم في حياتهم العملية والزوجية فيما بعد»، مؤكدًا أن أغلب حالات الطلاق التي تحدث بسبب عدم تعلم الزوجين كيفية تحمل المسؤولية.

وقال الأبيدي في نهاية حديثه، «إن الاعتماد على النفس ليس من الضروري أن يتطلب عمل الطفل لطالما أنه لا حاجة له، ومن الممكن أن يساعد الوالدين ابنهم في ذلك، عن طريق الاشتراك في رياضات مختلفة يستطيع الطفل تفريغ طاقته به». 

تابع مواقعنا