في ذكرى ميلاد بديع خيري.. كيف وصف نجيب الريحاني؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي بديع خيري، وهو من مواليد حي المغربلين بالقاهرة كتب العديد من المسرحيات، فكانت أولى مسرحياته هي «أما حتة ورطة» وتعرف على نجيب الريحاني عام 1918 وكان بينهم أعمال مشتركة، وقد وصف بديع نجيب الريحاني في تقديمه لمذكرات نجيب الريحاني.
يقول بديع خيري إن نجيب الريحاني لم يكن مجرد ممثل يكسب عيشه من مهنة التمثيل، بل كان فيلسوفا وفنانا أصيلا عاش لفنه فقط، ولقي الاضطهاد والحرمان وشظف العيش في سبيل مثله العليا.
ويضيف خيري أن الريحاني كان يمكن أن ينشأ موظفا ناجحا، وكان أهله يعملون لهذه الغاية، ولكن حب التمثيل كان يجري في دمه، فكان كل ما يكسبه من وظيفته ينفقه في إشباع هوايته، ثم دفعته هذه الهواية إلى هجر الوظيفة، مما أثار استياء أهله، وعانى في سبيل تحقيق حلمه التشريد والجوع والحرمان، وكان من فرط حبه لفنه يلجأ إلى الوظيفة كلما أعيته الحيل، ليجمع بعض المال الذي يتيح له العودة إلى التمثيل، ولقد كافح الريحاني وجاهد حتى انتصر.
ويؤكد الكاتب المسرحي، أن نجيب الريحاني كان يقدس فنه ويحترمه، وكان يكره الاتجاه الذي كان سائدا في تلك الأيام، والذي يدفع الممثل إلى تعاطي الخمر أو المكيفات قبل الصعود إلى خشبة المسرح، على زعم أن الخمر تشجع الممثل على مواجهة الجماهير وتقوي أداءه. ولم يحدث في حياة الريحاني أن شرب كأسا من الخمر قبل التمثيل.
ولم يكن الريحاني الفنان يعبأ بالمادة في سبيل الإتقان، وكثيرا ما أنفق، وأغرق في الإنفاق، وركبته الديون، في سبيل إخراج مسرحية يريد أن يبلغ بها حد الكمال، كان لا يبخل على فنه أبدا، بل لقد كان يتبرم من امتلاء المسرح في الليالي المزدحمة، فقد كان يرى أن هذا الازدحام يحرمه من الجو الهادئ الذي يتيح له الإجادة.
ويشير خيري بديع إلى أن الريحاني جعل من المسرح منبرا للوطنية فعالج السياسة بالفكاهة، وفتح عيون الجماهير إلى سوء حالها، وهاجم الإنجليز وأعوانهم في مسرحياته وتهكم عليهم، فلقي من عنت الاستعمار، واضطهاد السراي، الشيء الكثير.