كيف يرى أنصار طالبان وصول الحركة إلى الحكم في أفغانستان| شهادات خاصة
خلال وقت قليل سقطت أفغانستان في قبضة طالبان، الأمر الذي أدى لظهور عدة آراء وتصورات حول الوضع الحالي للبلاد، فالمعارضين يبحثون عن الأمن والاستقرار، الشيء الذي يعتبر حلم بعيد المنال بوجود طالبان، حيث ستتحول أفغانستان لدولة إرهابية، أما أنصار طالبان فالأمر كان مختلف تمامًا بالنسبة لهم.
القاهرة 24 تواصلت مع خالد حيدري، أحد أنصار طالبان ويقيم في كابول، حيث وصف حيدري ما يحدث لنا وكأنه يتحدث عن دولة أخرى غير التي نراها عبر المواقع والقنوات، فيرى أن بعد دخول حركة طالبان إلى كابول أن الأوضاع في أمن وأمان، فلا وجود للشغب أو عصيان، ولا وجود لأي بوادر للحرب، والشعب الأفغاني يعيش بطريقة عادية بأمان تام.
وعند سؤاله عن الإرهاب المتمثل في وجود طالبان قال "مين الإرهاب دا؟"، رد فعل طالبان لا يمثل إرهاب فهم في مناوشات منذ البداية مع الحكومة ومع رحيلهم لا وجود للإرهاب، أما بالنسبة للسفارات الأجنبية فهم سيعودون للبلاد بشكل طبيعي بعد انتقال السلطة من الحكومة لحركة طالبان وسيتحسن الوضع بعد أسبوعين بالكثير.
وأكد حيدري أنه لا قلق أو خوف على النساء لأن تواجدهن بطبيعة الحال في الشوارع قليل هذا بسبب خوف الجميع عليهن، هذا الأمر لا علاقة له بوجود طالبان، فسيكون الوضع كما هو عليه والطالبات سيذهبن لمدارسهن بشكل طبيعي.
وبالنسبة لوضع أمريكا أوضح أنه لا وجود لأي حرب بينها وبين طالبان بعد عقد الدوحة، فلم يتم إطلاق رصاصة واحدة حتى الآن، أما رحيلهم من البلاد فهو أمر متوقف عليهم لأنهم يريدون أنفسهم وشعبهم، أضاف أن كل من يريد السفر وترك البلاد فهي مشكلتهم، لأنهم مازالوا مقتنعين بأن الغرب أفضل لا يريدون أن نتقدم، بينما في واقع الأمر نحن أخوة مع بعض، سنتفاهم بشكل أو بآخر في نهاية المطاف.
باشر ظافر مواطن أفغانستاني يعيش في كابول، أثناء حديثه مع القاهرة 24، أخبرنا أن طالبان دخلت بسلام لأراضيها التي حرمت منها منذ سنوات، وأن الوضع الحالي هو الأفضل للجميع، حيث أكد لنا عودة الحياة الطبيعية للبلاد دون تدخل أو منع قوات طالبان لأي شخص، ولكن المواطنين هم من قرروا أن يلزموا منازلهم.
ويرى ظافر أن الرعب الذي بُث في قلوبهم في البداية ليس إلا شعور وهمي نتيجة تصورات خاطئة عنهم زال مع الوقت، أما بالنسبة للشعب الأفغاني فكل ما يرغب فيه هو الوصول للعيش بسلام، فهم غير معارضين لقوة طالبان وهذا ما يجعل فرصة اندلاع الحرب ضئيلة، واختتم حديثه معنا بأنهم في انتظار الحكومة الجديدة أملين فيها كل خير.
الحديث مع خالد وظافر لم يكن به اختلاف في وجهات النظر، هذا ما يؤكد على أن أفكار أنصار حركة طالبان واحدة، فهم يرون أنهم خلفاء الله في الأرض، الذين يحاولون نشر التعاليم الإسلامية وتطبيقها، ولكن التاريخ يحمل العديد من المواقف التي تأكد أن حركة طالبان ليست بهذا السلام، خصوصًا بعد فترة حكمهم الأولى من عام 1996 لعام 2001، والتي شهدت ممارسات وحشية السابقة تحت بند فرض أحكام الشريعة. فلم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت الحركة تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.
الجدير بالذكر أن طالبان استطاعت خلال اليومين الماضيين أن تفرض سيطرتها على مناطق متعددة في أفغانستان، ولم تواجه أي نوع من أنواع المقاومة التي قد تذكر من الحكومة، بل بدأ الجميع بالهرب للبلاد المجاورة تاركين خلفهم البلاد، الأمر الذي جعل مطار كابول يشهد تكدس.