هل يحق للأمهات التجسس على أبنائهن؟... علماء يوضحون حكم الدين
مع انتشار وسائل التكنولوجيا بشكل كبير واستخدام الإنترنت في جميع مجالات الحياة المختلفة، تخشى بعض الأمهات على أبنائهن من الاستخدام الخاطئ له ما يدفعهن لمراقبة أجهزتهم ومتابعة حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، حتى يطمئنوا أنهم يستخدمونه بالطرق الصحيحة التي تفيدهم، ولكن على الجانب الآخر تحرم بعض الأمهات هذا التصرف معتبرات إياه أنه تجسس وليس من حقهن فعل هذا الأمر لأن الأطفال لم يسمحوا لهن بذلك.
في هذا الصدد يقول الشيخ أحمد البهي، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إنه يجب على الأمهات متابعة أبنائهن ومراقبة كل الوسائل التي يستخدمونها، في حال إذا كان الأبناء قصر وما زالوا تحت رعايتهن، مشيرًا إلى أنه يجب أن لا يكون هناك استقلالية للأبناء في عمر مبكر وهو السن الذي يستطيع أي شخص أن يستحوذ على فكرهم بسهولة.
وأضاف البهي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الابن ما دام ما زال يعيش مع الأسرة وهم من ينفقون عليه حتى وإن كان راشدا، لا يجوز أن يكون له استقلالية تتيح له استخدام الإنترنت دون مراقبة أو متابعة من الوالدين، لافتَا إلى أنه يجب على كل من الأب والأم متابعة الأبناء خاصة في سن المراهقة لأنها من أخطر مراحل تربية الأبناء، وينتج عنها ارتكابهم للعديد من الكوارث أو المصائب.
وأكد البهي أن الوالدين يجب أن يتفقا مع الأبناء على أن استخدامهم للإنترنت سيكون تحت مراقبتهم، موضحا أن هذه المراقبة أو المتابعة من الممكن أن تندرج تحت بند التجسس في حالة إقدامهم على التجسس على ما يكتب أبنائهم من خواطر أو أشياء يريدون الاحتفاظ بها لأنفسهم ولا أحد يعرفها، ولكن مراقبتهم لأشياء يفعلها الأبناء من الممكن أن ينتج عنه بعض المخاطر مثل استخدام الإنترنت لا يعتبر تجسس وأمر مباح لهم.
الأمهات اللاتي لا تراقب استخدام أبنائهن للإنترنت آثمات
من جانبه، قال الشيخ محمد عبد البديع، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إن الأمهات اللاتي لا يقدمن على متابعة أبنائهن على مواقع التواصل الاجتماعي آثمات، لأنه واجب على كل من الأب والأم الرقابة وأن يتجسسوا على أولادهم لمعرفة ما يقومون به من أفعال، لطالما هذا الأمر به مصلحتهم.
وأضاف لـ القاهرة 24، أن التجسس الحرام هو مراقبة أفعال الأشخاص الذين ليس لهم عليهم سلطان، لافتًا إلى أنه يجب على الوالدين مراقبة وتقويم أبنائهم لطالما ما زالوا متكفلين منهم فيجوز لهم ذلك، إلى أن يتزوجوا ويستقلون عنهم ويصبحون قادرون على تحمل المسؤولية، ولكن مع الاستمرارية في نصحهم وتوجيههم دون أمرهم.
