خبراء: إمارة طالبان تعيد الإسلاموفوبيا إلى الشرق الأوسط.. وتمثل طوق نجاة للإخوان
سيطرة كاملة لطالبان، إخفاق للجهود الدولية والمحاولات العالمية لاحتواء الحركة التي تمكنت من السيطرة على مقاليد الحكم في كامل الأراضي الأفغانية خلال أيام عقب انسحاب القوات الأمريكية، وإجلاسها على طاولة المفاوضات لتقاسم السلطة مع الرئيس أشرف غني، الذي ترك بلاده هاربًا قبيل وصول عناصر طالبان إلى قصره في العاصمة كابول.
المخاوف الدولية لم تقتصر على سيطرة طالبان على الدولة الأفغانية، وإنما تمددت لتعدٍ إلى أذهان المسلمين في كافة أنحاء العالم إمكانية عودة تصدر الإسلاموفوبيا، التي تؤرق الكثير من المسلمين الموجودين في الدول الأوروبية بشكل خاص بسبب تعرضهم لمضايقات أمنية وتشديدات مخابراتية على خلفية العلميات الإرهابية التي تنسب إلى المنتمين إلى الجماعات المتطرفة التي تمثل طالبان ملاذًا آمنًا لهم في أفغانستان، مثل تكرار سيناريو حقبة التسعينيات والعشر سنوات الأولى من القرن الحالي.
إقامة إمارة إسلامية في أفغانستان
قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إن طالبان ستعيد المسلمين إلى ما يعرف بالإسلاموفوبيا، خاصة بعدما أعلنت أنها ستقيم إمارة إسلامية في أفغانستان إلى جانب تطبيق أحكام الشريعة التي تقرها طالبان بمنظورها هي فقط.
وأضاف لـ «القاهرة 24» أن طالبان ما زالت تستخدم أفكار اللجان الدينية والمحاكم الدينية ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرًا إلى أنه لا يوجد اختلاف بين طالبان قبل عام 2001 ونسختها الحالية.
واستكمل فاروق أن طالبان ستشكل مطمعًا للعناصر المتطرفة على الأراضي الأفغانية، كونها مثلت وقودًا لنشأة الجماعات المتطرفة في العالم الإسلامي بشكل عام، مردفًا أنه لن تعمل على التوجه لتصبح تنظيمًا دوليًا.
طالبان تخدم أمريكا
واستطرد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن الإدارة الأمريكية عملت على تحويل طالبان لحركة سياسية وإجلاسها على طاولة المفاوضات، لإعادة إحياء ما يسمى بحركات الإسلام السياسي، بهدف استخدامها ضد الصين التي تمثل العدو الاقتصادي الأكبر لواشنطن، مبينًا أن أمريكا سعت إلى العمل على إنشاء حرب بالوكالة من خلال طالبان، على أن تتمثل غرفة القيادة في الدوحة، في ظل وجود قيادات طالبان في الدوحة خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن أفغانستان ستصبح قبلة المهاجرين الراغبين في المشاركة ضمن الجماعات المتطرفة، إذ تكثف واشنطن من خطواتها لإقامة معسكر جديد لتدريب المتطرفين الذين تسعى لاستخدامهم مجددًا في الشرق الأوسط، ولكن من خلال إكسابهم شرعية دولية.
طالبان طوق نجاة الإخوان
ومن جانبه قال مصطفى حمزة، المتخصص في حركات الإسلام السياسي، إن حركة طالبان تتبنى سياسة متطرفة منغلقة، مشيرًا إلى أنها لا تسمح بقبول الآخر ولا التعددية الدينية والمذهبية، وتسعى لفرض أفكارها بالقوة بعد وصولها للحكم، وتمكنها من كل مفاصل الدولة.
وأشار في تصريحات لـ «القاهرة 24» إلى أن طالبان ستتسبب في إثارة مخاوف الغرب تجاه مواطني العالم الإسلامي، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي تحكم فيها طالبان أفغانستان، وعلى مدى 20 عامًا لم تقدم الحركة أي مراجعات فقهية.
وفيما يتعلق بتوجيه ضربات للدول الغربية من قبل الحركة، أوضح أن طالبان لن تتجه إلى الخارج إلا بعد بسط نفوذها وسيطرتها على الداخل الأفغاني وتمكنها من مفاصل الدولة، وأن الحركة ستكون على تقارب كبير مع إيران وفروع الإخوان التي رحبت بما حدث في أفغانستان خاصة قطر.
وفي ذات السياق، أضاف أنه يمكن أن تمثل طالبان طوق النجاة لعناصر جامعة الإخوان في شمال إفريقيا، خاصة بعد القضاء عليهم في مصر، والإطاحة بهم من القيادات السياسية في تونس.