هل تتحول أفغانستان لملاذ آمن للإرهابين تحت حكم طالبان؟
اعتلت حركة طالبان هرم السلطة في أفغانستان في لمح البصر، فبعد أن كانت حركة مطاردة وتلاحقها آلات الحرب الأمريكية والغربية بجانب القوات الأفغانية الحكومية، تحولت إلى حاكم كابول الذي وضع قبضته على البلاد طولًا وعرضًا في بضعة أيام، كأنها تواجه جيشًا من ورق.
لكن الهاجس الأكبر من صعود حركة طالبان وتوليها السلطة في أفغانستان لا يقتصر على مدى التزامها أو انتهاكها لحقوق الإنسان وطريقة التعامل مع المرأة، لكنه يتعداه إلى مخاطر تهديد أمن المنطقة وربما العالم بأكمله، إذا ما واصلت الحركة نهجها بإيواء الإرهابيين وتوفير الملاذ الآمن للجماعات المتطرفة، وتحويل الأراضي الأفغانية إلى قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية.
وتحاول حركة طالبان من خلال التصريحات المتتالية التأكيد على اختلاف نسختها الحالية عما كانت عليه قبل نحو 20 عامًا، وتوجيه الرسائل المطمئنة للمجتمعين المحلي والعالمي، لكن ردود الفعل الدولية المترقبة قد تتطور إليه الأوضاع في أفغانستان، وتشير إلى انتظار تحويل الحركة حديثها المتكرر عن انفتاحها، إلى واقع والحكم عليها من خلال سلوكها.
طالبان: لن نسمح بعمل الجماعات الإرهابية
وقال متحدث باسم حركة طالبان، في تصريحات مع شبكة سكاي نيوز البريطانية، إن الحركة لن تسمح بعمل جماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات على الأراضي الأفغانية وتحويلها إلى قاعدة انطلاق لعملياتهم.
وقال سهيل شاهين، المتحدث باسم الحركة، إن طالبان ملتزمة وفقًا لاتفاق الدوحة بعدم السماح لأي شخص أو جماعة باستغلال أفغانستان ضد أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
فيما أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرسمي باسم الحركة، في مؤتمر صحفي أمس، أن طالبان لن تسمح باستخدام أراضي أفغانستان ضد أي أحد، ولن تسمح بتحولها إلى ملاذ آمن للإرهاب.
نحتاج لرؤية وعودها على الأرض
وفي أول تعليق على حديث طالبان بأنها ستحترم حقوق الإنسان والمرأة ولن تعامل أحدًا بانتقام، قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج لرؤية تصرفات طالبان على الأرض في أفغانستان، ووفاءها بوعودها.
من جانبه حذر حلف الناتو حركة طالبان من أن تحول أفغانستان إلى ملاذ للجماعات الإرهابية، مؤكدًا أنه لن يسمح بأن تعود أفغانستان أرضًا خصبة للإرهاب مرة أخرى، وأن قوته لديه القدرة على ضرب الإرهاب من بعيد.
وحمل حلف شمال الأطلسي "الناتو" حركة طالبان مسؤولية عدم وجود جماعات إرهابية في أفغانستان، باعتبارهم المسؤولين عن الدولة الآن.
طالبان لم تتغير
ويرى محللون ومراقبون أن حركة طالبان ستواصل نهجها المتطرف وستوفر الملاذ الآمن للجماعات الإرهابية، وربما تكون جبال أفغانستان الشهيرة مكانًا مناسبًا لتدريب وتنشئة عناصر إرهابية جديدة.
ويرى منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الحركة ستوفر الملاذ الآمن لجميع الحركات والعناصر المطاردة من أجهزة الأمن في بلادها، وذلك من منظور أن هذه الحركات أقرب إليها من الحكومات التي تطاردها، لذلك عليها توفير الملاذ الآمن لها.