الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

التدريب في مصر.. لعبة الكراسي الموسيقية بـ الدوري الممتاز | تقرير

اتحاد الكرة - أرشيفية
رياضة
اتحاد الكرة - أرشيفية
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 11:33 م

أصبحت مهنة التدريب في مصر أشبه بالورقة الدوارة، الأمر لم يعد مُستَغَربًا من قِبَل جمهور الكرة في مصر، حيث أصبح استمرار مدرب مع فريق واحد حتى نهاية الموسم أمرًا نادر الحدوث.

يبدأ المدرب الموسم الكروي مع فريقه وبعد مرور أول أسبوع أو على الأكثر ثلاثة أسابيع تتم إقالته من قِبَل إدارة النادي وربما هو بشخصه من يتقدم باستقالته، وقد يعتقد البعض أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد فتأتي المفاجأة في الأسبوع التالي للإقالة فيظهر علينا المدرب نفسه بثوب جديد مع فريق آخر، ربما يتكرر هذا السيناريو مع أكثر من فريق خلال الموسم الواحد، وخير مثال على ذلك ما حدث في الموسم السابق، حيث انتقل أحمد سامى مدرب طنطا إلى قيادة سموحة بعد أسبوع من توليه تدريب أبناء السيد البدوي.

* المدرب المصري بين لوائح الاتحاد وإدارات الأندية

قد يرى البعض للوهلة الأولى أن المدرب هو المسؤول الأول عن الصورة السلبية التي تظهر بها مهنة التدريب في مصر ولكن الصورة أعمق من المنظور السطحي، فهناك غياب للوائح والقوانين التي من المفترض أن تضع قواعد مهنة التدريب في مصر، وضبط العلاقة بين المدرب وإدارة النادي؛ ما يحقق التوازن لجميع أطراف المنظومة، ففي بعض الأحيان يقع المدرب ضحية التدخلات الإدارية من قِبَل رؤساء الأندية.
* تأثير وكلاء اللاعبين على مهنة التدريب في مصر

كان المعروف لدى جمهور الكرة في مصر، أن وكيل اللاعبين هو المسؤول عن كل ما يتعلق بتعاقد اللاعب وهو الوسيط بين اللاعب والنادي، ولكن في السنوات الأخيرة تطور الوضع إلى أن أصبح وكيل اللاعبين يتحكم في مستقبل المدرب ورسم سياسات الأندية، ففي حالة احتياج نادٍ ما إلى مدرب يأتي هنا دور وكيل اللاعبين، حيث يرشح اسم المدرب على إدارة النادي وفي حالة موافقة النادي على المدرب يشترط وكيل اللاعبين على المدرب ترشيح أسماء مجموعة من اللاعبين يكون أغلبهم تابعين للوكيل نفسه.

* تعامل الإعلام مع مهنة التدريب محليًا بالدوري المصري

لا يكتفي بعض مدربي الدوري المصري بلعبة الكراسي الموسيقية، خلال الانتقال من نادٍ لآخر، بل يصل الأمر إلى العمل في الإعلام سواء كمقدم برنامج رياضي أو الظهور لتحليل المباريات، ففي هذا السياق قد يعيب البعض على هذا النوع من المدربين الزحف نحو مختلف المجالات، وما يتسبب فيه من خلط بين المهن الرياضية المختلفة، ولكن الصورة الأوضح تُظهر لنا أن هناك حالة من التمادي تصل إلى التماهي من قِبل الإعلام سواء المرئي أو المسموع، ففي الآونة الأخيرة نجد أن شريحة ليست بالقليل من البرامج الرياضية أصبح شغلها الشاغل البحث عن "التريند" أكثر من الاهتمام بالمحتوى الذى يجب تقديمه للمشاهد، كل هذا يتطلب وجود لوائح وقوانين واضحة مُلزمة للجميع سواء في مجال التدريب أو الإعلام الرياضي.

* أسس ومعايير تُستند إليها مهنة التدريب

التدريب كغيره من المهن في سائر الحياة له أسس ومعايير يجب على كل من يريد امتهان هذه المهنة أن يتبعها، فالكرة الحديثة تتطلب الكثير من تطوير الذات سواء من الناحية الأكاديمية أو الشخصية، فهذه هي خارطة الطريق التي يسير عليها أبرز المدربين بعالم كرة القدم، فلا يجد المدرب حرج في أن يتعلم ويطور من نفسه سواء من الناحية الفنية أو الشخصية مهما بلغ إنجازه أو ذاع صيته، وأبرز مثال على ذلك المدير الفني لفريق ليدز يونايتد الحالي، مارسيلو بيلسا، أحد أعظم الأساطير في علم التدريب.

ويُعد بيلسا الرجل المُلهم لأبرز نجوم عالم التدريب مثل بيب جوارديولا ودييجو سيميوني وزين الدين زيدان، حيث يذهب مدربو العالم بمختلف مدارسهم التدريبية للاستفادة من خبراته وسعيًا لمواكبة كل ما هو جديد بعالم كرة القدم، فالمدرب المحترف هو من يستثمر في ذاته ويطورها في شتى الجوانب دون إضاعة الوقت فيما هو خارج حدود مهنته، ويجب أن يعرف متطلباتها فلا يمكن أن يمارس مدرب أو أحد أفراد جهازه أي دور دون أن تنطبق عليه الشروط أو يمتهن وظيفة قد تعيق عمله كمدرب محترف، فلا مساحة لقبول ذلك في وجود اللوائح المنظمة والحاكمة لذلك.

* مهنة التدريب كما يجب أن تكون

إذا ما انتقلنا من المحلي إلى العالمي فشتان الفارق، فالأمر يتعلق بوجود لوائح وقوانين تحكم مهنة التدريب نفسها والعلاقة بين المدرب والمؤسسات الرياضية، فنحن هنا في حضرة دوري المحترفين ولسنا مجرد دوري هواة، فالتعاقد بين المدرب والنادي يتم وفق ضوابط تضمن حق النادي وحق المدرب من شروط جزائية، سواء على المدرب في حالة الاستقالة أو إدارة النادي في حالة إقالة المدرب، حيث يصل الأمر في بعض الأحيان إلى تحمل النادي راتب المدرب مدة العقد كاملًا حتى لو أقيل المدرب قبل نهاية عقده.

وخير مثال على ذلك ما حدث للبرتغالي جوزيه مورينو مع توتنهام هوتسبير الموسم المنصرم 2020-2021، حيث كان ينص الاتفاق على أنه في حال الإقالة يتكفل النادي اللندني براتب المدرب عن بقية مدة العقد، وسيحصل على مبلغ 10 ملايين إسترليني من إدارة توتنهام تعويضًا حتى نهاية عقده بعد عام ونصف العام، فوجود اللوائح والقوانين ينعكس على رؤية إدارات الأندية التي تظهر في المعايير التي يتم من خلالها اختيار المدرب، حيث يخضع المدرب لعدد من المقابلات الشخصية للتعرف على مشروعه ومدى قابليته لمشروع النادي، الأمر الذي يخلو من الأهواء الشخصية والمجاملات.

تابع مواقعنا