6550 جنيه ديون من لعب القمار.. وجه آخر لـ سعد زغلول
سعد زغلول هو الزعيم المصري المعروف، الذي مكث سنوات طوال يناضل من أجل أن تنال مصر حريتها واستقلالها التام عن الحماية البريطانية، فأسس الوفد المصري في سبيل ذلك الهدف النبيل، ودفع مقابل هذا النضال أن تم نفيه خارج الوطن مرتين، لكن الشعب المصري العظيم لم يتركه، وقامت ثورة 1919 المجيدة من أجل أن ينال سعد زغلول ورفقائه حريتهم ويعودوا للوطن، لاستكمال طريق النضال.
لكن سعد زغلول شأنه شأن أي إنسان، فلم يكن بالملاك المرسل من السماء، وهو يعرف هذا ويعترف بأخطائه بمنتهى الشجاعة والبساطة، ومن تلك الأخطاء والتي أرقته طويلًا أنه قد شغف دهرًا بحب القمار، والذي ذكره هو في مذكراته بنفسه فهو يقول: كنتُ أتردد بعد عودتي من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض، فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلً… كنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسي لعبت وتهورت في اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفكر إلا فيه ولم أعلم إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة.
ديون سعد زغلول من القمار
كما نعرف أن القمار غواية، ومهما خسرت فيه من أموال تظل متذكرًا تلك المرة التي ربحت فيها، وتظل آمالك معلقة على مرة أخرى يحالفك فيها حظك وتعوض خسارتك، تضرر سعد زغلول كثيرًا من مداومته على اللعب، وخسر في أثناء الفترة التي شغلته فيها تلك اللعبة الكثير من أمواله واطيانه، بل وأخذته من منزله وأسرته، فكان يقضي معظم الوقت مع أصدقاء اللعب.
ويعدد سعد زغلول خسائره من القمار في مذكراته قائلًا: أصبحت منقبض الصدر، ضائق الذرع، ولم أنم ليلي، بت طوله تساورني الهموم والأحزان، وأتنفس الصعداء على ما فرط من في اللعب، وضياع الأموال التي جمعتها بكد اليمين وعرق الجبين، لقد كان يجب علي في تلك الأيام أن أكف عنه حفظًا للبقية الباقية منه، واتقاء أن أصير على ما أنا فيه من الضيق الشديد، لأني صرت مدينًا في المبالغ الآتية: 3150 جنيه إلى البنك الألماني الشرقي، 2000 جنيه إلى بنك روما، 200 جنيه إلى التجار، 200 جنيه إلى الكلوب، 100 جنيه إلى الخياط، 5650 جنيه و500 جنيه تكملة مصروفات البيت، و400 جنيه مصاريف السفر، بمجموع 6550 جنيه، أنساني هم المال هم المناصب، وأصبحت لا افكر في خروجي ولكن في تنظيم معاشي!.