بعد هزائمه الفادحة.. هل يستنجد آبي أحمد بـ أردوغان لإنقاذه من قبضة تيجراي وأزماته الداخلية؟
التقى رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في أنقرة يوم الأربعاء، في وقت يواجه فيه الأخير هزائم متتالية أمام قوات جبهة تحرير تيجراي، التي باتت تقاتل خارج حدود إقليمها وتكتسب مساحات أخرى أمام تراجع قوات الحكومة الإثيوبية، ما دعا البعض للتكهن بطلب آبي أحمد بالدعم العسكري من أردوغان، لا سيما مع وجود صور تشير إلى إمكانية استعانة الجيش الإثيوبي بطائرات مسيرة تركية.
ويتعقد موقف أحمد آبي وقواته في السلطة يومًا بعد آخر، ولم تعد قوات تيجراي هي القوة الوحيدة التي تهدد حكومته، بعدما تحالف معها جيش تحرير أورومو، أكبر عرقيات إثيوبيا، التي تقع مناطقها وسط البلاد، ونجحت بالفعل في تحقيق تقدم كبير، خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى تقدم قوات إقليم بني شنقول الحدودي مع السودان.
وحذر نشطاء إقليم تيجراي تركيا من الوقوف في الجانب الخاطئ، من خلال الإقدام على تسليح الحكومة الإثيوبية، التي تواجه اتهامات بالإبادة الجماعية لعرقية التيجراي، بجانب اتهامات بارتكاب المجازر والاغتصاب الجماعي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي كانت قد سيطرت عليها في إقليم تيجراي، قبل طردها منها.
وليست هذه المرة الأولى للتواصل بين آبي أحمد وأردوغان، فقد جمعهما اتصال هاتفي مطلع أغسطس الجاري، أكد خلاله الرئيس التركي أن أنقرة ستوفر جميع أنواع الدعم لإثيوبيا، وفق بيان للرئاسة التركية.
قوات تيجراي تكبد آبي أحمد خسائر فادحة
ويواجه جيش آبي أحمد هزائم فادحة في الأقاليم الشمالية، حيث لم يعد يواجه قوات إقليم تيجراي وحدها، إذ اتحدت معه قوات إقليمية أخرى تقاتل داخل حدودها؛ سعيًا لطرد قوات أديس أبابا والاستقلال عنها.
وتقاتل قوات جبهة تحرير تيجراي وحدها على 6 جبهات، بعدما تمكنت من استعادة السيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم، نهاية شهر يونيو الماضي، ومنذ ذلك الحين نجحت في التقدم واكتساب مدن جديدة على 6 محاور مختلفة، سواء داخل الإقليم أو في الإقليمين المجاورين العفر (شرقا) وأمهرة (غربا وجنوبا) بعدما توغلت فيهما لمطاردة القوات الإثيوبية والقوات الداعمة لها، وتأمين ظهرها ومنع أي هجوم مضاد على العاصمة.
ويقول آبي أحمد إن قواته تقاتل على 8 جبهات ساخنة، في الشمال والغرب، بما فيها القتال مع قوات تيجراي، وبتكتيكات حرب العصابات التي تجيدها قوات الإقليم، واصفًا عناصر الجبهة بأنهم مثل الدقيق الذي ينثره الرياح، وذلك في حديث أمام البرلمان الإثيوبي.
وخلال هذه المعارك غنمت قوات تحرير تيجراي معدات عسكرية وأسلحة بكميات هائلة، بعد أسر قوات الحكومة الإثيوبية أو هروبها أمامها، ويرى محللون أن آبي أحمد ربما يجد في أنقرة مصدرًا لتعويض الخسائر الكبيرة في العتاد العسكري.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت قوات تيجراي من السيطرة على 5 مدن في إقليم العفر المجاور، الذي توغلت فيه بهدف الوصول إلى الطريق الدولي التجاري (A1) الرابط بين أديس أبابا وجيبوتي، والذي يعد شريان أديس أبابا الاقتصادي، وتستقبل من خلاله الأغلبية العظمى من حركة التجارة والواردات، فيما تقول قوات تيجراي إن هدفها من السيطرة عليه هو تمكين المساعدات الإنسانية المتعثرة، من الوصول إلى الإقليم.
وعلى محور آخر، تواصل قوات تيجراي تقدمها نحو العاصمة أديس أبابا، عبر الطريق الدولي (A2) وتمكنت في هذه الجبهة من السيطرة على أكثر من مدينة في إقليم أمهرة، التي تساند قواته حكومة آبي أحمد، وعلى رأس هذه المدن مدينة ولديا الاستراتيجية وأكبر مدن الإقليم.
طائرات مسيرة تثير الجدل
وخلال زيارة أجراها آبي أحمد إلى إحدى قواعد الجيش الإثيوبي، سلط نشطاء الضوء على ما بدا كأنها طائرات مسيرة لكنها غير محدده الهوية وتشبه طائرات تركية أو إيرانية، ربما تستخدمها قوات آبي أحمد في الحرب ضد قوات تيجراي.
ووفقًا لما أظهرته صور أخرى من الفضاء، أوضح نشطاء أن هذه الصورة للقاعدة أقرب ما يكون لطائرات مسيرة، وربما تكون تركية أو إيرانية؛ نظرًا للتشابه الكبير بين هذه الطائرات من حيث جسم الطائرة وطول الجناح والعجلات.