قصواء الخلالي: الحديث عن تعديل الدستور مش وقته.. وأنا رئيس تحرير نفسي (حوار)
باتت الإعلامية قصواء الخلالي، على بعد أيام من طرح روايتها الأولى “عذراء المونتسيرات”، التي تشارك بها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في اليوبيل الذهبي، حيث ترى “الخلالي” أن تلك المشاركة تمثل لها الكثير جدًا، معربة عن أملها في أن تحقق الرواية النجاح المرجو.
وخلال حديثها في ندوة أجراها معها “القاهرة 24″، كشفت قصواء الخلالي عن كواليس كتابة روايتها الأولى، وكيف تحولت من شاشة التليفزيون إلى صفحات الكتب والجرائد، راويةً عن رحلتها كإعلامية بدوية شابة في العاصمة الصاخبة، وكاشفةً عن أشياء كثيرة خلال عملها في ماسبيرو أو دريم، وأكثر من ذلك في سياق الحوار التالي:
ندوة مع المذيعة قصواء الخلالي
في البدء اسم قصواء ليس مألوف للكثيرين، فماذا تعني قصواء وماذا يمثل لكي؟
سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام كان عنده ناقة اسمها قصواء، والقصواء في سوق الناقات هي من أقصيت عن الخدمة، أي “الهان”، وأنا أحب اسمي جدًا، فهو اسم مميز وغالبًا اسم قصواء غير منتشر وهذا شئ جيد ويميزني.
كيف أثرت الحياة البدوية في نشأتك ومسيرتك المهنية؟
الصحراء دائمًا ما تصنع أخطر الرجال والنساء وأمهرهم، فأنا تربيت في بيئة صعبة وجافة، ولكنها شاملة لكل المكونات الطبيعية، فهناك صحراء قاسية وبحر فسيح ومساحة خضراء أيضًا، وبالفعل كل هذا أثر في شخصيتي. والدي أيضًا كان مُحب للقراءة بشكل كبير وكان يجيد ثلاثة لغات وكان كثير السفر للخارج، وكان يحبني كثيرًا ويترجم لي الروايات والكتب بيده لأقرأها، فهو نمّ في حب الكتابة والقراءة بجانب أن البدو لديهم بلاغة رائعة، فكل هذا أهلني لتقديم البرامج. وأريد أن أخبركم أنه من المفارقات الغريبة أن التليفزيون لم يكن من ضمن وسائل الترفية لدينا، فكنا نلجأ لجلسات الشعر والسامر، وهذا أيضًا شئ إضافي جعل لدي لغة قوية.
الإعلامية قصواء الخلالي
ما هو مؤهلك والبعض يقول أنك خريجة علوم سياسية وليس إعلام؟
لم أحصل على مؤهل علوم سياسية إطلاقًا، بعد الثانوية العامة لم يكن هناك الكثير من الكليات في جامعة الإسكندرية، فالتحقت بكلية الحقوق وكنت أدرس من البيت وأذهب أيام الامتحانات فقط، وفي الصف الثاني من كلية الحقوق، التحقت بكلية الإعلام في جامعة بيروت ودرست الحقوق والإعلام بشكل متوازي وحصلت على الشهادتين بهما.
متى بدأت رحلتك إلى القاهرة وكيف كانت خطواتك الأولى في مجال الإعلام؟
بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية أتيت إلى القاهرة برفقة والدي وعلمت أن التليفزيون يعيد هيكلة قناة النيل للأخبار، فأخبرت والدي عن رغبتي بالتقديم، فأخبرني أنه من المفترض أن أتدرب في بعض القنوات أولًا، وبالفعل تدربت في قناة ON TV ثم تنقلت في أكثر من قناة لأتدرب وعملت على كل الأجهزة والمعدات المتعلقة بالبرامج وصرت متمكنة منها.
بعد ذلك ذهبت لقناة النيل للأخبار واجتزت كل الاختبارات ثم قامت ثورة 25 يناير، وأخبرونا أن قناة النيل للأخبار لم يعد بها فرصة، ثم أخبرونا أن التليفزيون المصري يحتاج إلى مذيعين، وقمنا بتصفيات من حوالي 500 شخص ونجحنا 6 فقط، وبدأنا بالفعل العمل في التليفزيون المصري.
ندوة مع الإعلامية قصواء الخلالي
هل انقطعت علاقتك بماسبيرو وكيف ترين تجربة “على اسم مصر”؟
مازلت مستمرة في ماسبيرو، أحصل على إجازات فقط ثم أعود، وأود أن أقول أن ماسبيرو يتم تطويره والجميع يجتهد في ذلك، ولكن الأمر يحتاج إلى وقت كبير جدًا.
تجربة “على اسم مصر” عظيمة جدًا بالنسبة لي، وأود أن أخبركم بكواليس إخباري بتقديم البرنامج، حيث كنت أمر بأزمة شديدة في أحد الأيام وبالفعل كانت كل الأبواب مغلقة أمامي حتى تم إخباري في نفس اليوم أنني سأقدم البرنامج، قبل 48 ساعة فقط من تصوير أولى حلقاته، وبالفعل استعددت في هذا الوقت القصير ونجحت في تقديمه، وهذا البرنامج كان فارقًا في مسيرتي واسمي.
حدثينا عن تجربة الانتقال لقناة دريم؟
تجربة برنامج “صباح دريم” كانت رائعة لأني كنت مطلقة اليد بها وكنت لا أُسأل في أي شئ إطلاقًا، وكنت أقدم كل ما أطمح إليه ولم يكن هناك تدخل بتاتًا في أي شئ، وهذا كان مقياس لنجاح تجارب كثيرة أخرى، فلو سلمنا الدفة لأشخاص يقودوا العملية الإعلامية دون تدخل سيكون هناك منتج رائع.
أيضًا وقت البرنامج من 9 صباحًا وحتى 12 مساءً كان صعب، فهو ليس صباحي ولا مسائي، ومعني أن التجربة تنجح في هذا التوقيت، ان البرنامج كان يقدم شئ مختلف حقيقي. أود أيضًا توضيح أن البرنامج كان مهتم بالناس في المقام الأول ولم أطلب من مسؤول أن يدخل في مكالمة هاتفية أو أن يأتي كضيف إطلاقًا، وهذا إيمان مني بأن الجمهور الحقيقي هو المواطن بالشارع، وهذا جعل الناس يتابعون البرنامج باهتمام. وأكبر دليل على نجاح “صباح دريم” أنه كان هناك الكثير من العروض تقدم لي أثناء تقديم البرنامج.
الاعلامية قصواء الخلالي
لماذا لا تفضلين وجود رئيس تحرير لبرامجك ودائمًا ما تقومين بهذا الدور؟
“بثق في دماغي جدًا”، ومهنة رئيس تحرير البرامج في مصر ليس لها معايير، وهناك أنواع له، إما شخص يمكنه إحضار أي مصدر مسؤول أو شخصية عامة، أو “صنايعي” بالصحافة ويعتمد على المداخلات بشكل كبير، وآخر رئيس تحرير مسالم وطيب وينفذ تعليمات مقدم البرنامج فقط وهذا مجرد “موصلاتي”، وأنا لا أفضل العمل مع هؤلاء، وهناك مميزين بكل تأكيد ولكنني فضلت الاعتماد على نفسي.
هل تشعرين بأزمة لغيابك عن تقديم برامج جديدة؟
أنا شخص متعايش جدًا وليس لدي مشاكل، فعدم ظهوري على الشاشة لفترة ليس معناه أي شئ، فهذه فرصة لأداء بعض الأعمال الأخرى فأنا لدي قدرة على الإنتاج تحت أي ظرف، ولدي العديد من الأشياء أقوم بها بالفعل.
لهذا لجأتي إلى كتابة المقالات أو الروايات؟
الكتابة تصاحبني طيلة الوقت ومنذ صغري وأنا أكتب وتدربت على فكرة الكتابة يوميًا، ولا أتوقف عن الكتابة أبدًا.
ندوة مع الإعلامية قصواء الخلالي
كيف ترين المشهد الإعلامي؟
المشهد متشابك أمامي، فنحن في مرحلة انتقالية بها “فلترة” للكثير من الأشياء، ولا يمكننا الحكم على التجربة الإعلامية في الوقت الحالي، نحن نحتاج لكثير من الوقت مع الاعتراف أنه هناك تجارب إعلامية رائعة جدا وهناك أخرى ليست على المستوى، ولن أشير إلى التجارب السيئة فأنا لا أحب فتح أبواب الصدام مع أحد.
ما رأيك في بعض المطالب الإعلامية بتعديل الدستور؟
ليس وقته إطلاقًا فالإعلام عليه أن يكون أداة ربط بين المسؤول والمواطن بالإيجابيات والسلبيات، ونحن تركنا كل شئ في الحياة وتفرغنا للحديث عن تعديل الدستور، الإعلام لديه أولويات اجتماعية أهم من تعديل الدستور “اللى مش وقته”، والحديث عن تعديل الدستور مجرد استفزاز للناس ممن يعانون من مشاكل اقتصادية واجتماعية. في مصر لدينا أشخاص موهوبون في أن يكونوا ملكيين أكثر من أسرة الملك بأكملها.
الإعلامية قصواء الخلالي
لماذا تفضل قصواء العزلة ولا تنخرط في الوسط الإعلامي بقوة؟
حينما قدمت إلى القاهرة تعرضت لصدمة عنيفة جدًا، فطبيعة الناس هنا مختلفة كثيرًا عن مطروح حيث ولدت ونشأت، هنا الكلمة تؤخذ بألف معنى، وهناك الكثير من العادات والتقاليد مختلفة، فهذا صدمني. وللأسف حياتي في القاهرة غيرتني للأسوأ.
عدم انخراطي في العديد من الأوساط المجتمعية أراها خطوة ثابته للنجاح، فأنا كل ما يهمني هو سمعتي وإرضاء جمهوري ولا أدخل في صراعات، لذلك أفضل الهدوء والسلام الداخلي.
حدثينا عن رواية عذراء المونتسيرات.. متي بدأتي فيها وما كواليس كتابتها؟
بدأت فيها منذ عامين وكنت أكتبها ببطء شديد لاستقر على صيغة نهائية للرواية، وهذه عادتي كل مرة أكتب بها رواية أو شئ ما.
سافرت برشلونة حيث تقع منطقة المونتسيرات، وهذا جبل مقدس، وعشت هناك لمدة 3 أسابيع، وكنت أزور الدير بشكل دوري خلال تلك الفترة، وللأسف لم يكن مسموح بالإقامة بداخله، والمكان مهيب جدًا وبه طاقة روحية رائعة، ثم عدت وقررت أن أنهي الرواية وبالفعل أنهيتها في 5 أشهر.
ندوة مع قصواء الخلالي
ما الذي كان يشغل بالك أثناء كتابة الرواية؟
كنت حريصة ألا أكتب رواية لغتها صعبة للغاية، وكذلك لم أكتبها لغة سطحية، وذهبت للجزء الفلسفي الروحاني في العديد من مشاهدها كي تناسب كل الأطياف والأعمار.
أخبرينا عن أوجه المقارنة بين شخصيتك وهند بطلة الرواية؟
أنا مثل هند متصالحة وغير مؤذية ومحبة للأديان، في الرواية حوار بين هند المسلمة وراهبات الدير، ملخصه أننا كلنا نعبد الله حتى الكفار الذين ينكرون الله يعبدونه بالخير الذي يفعلوه، وهذا ما أؤمن به.
أيضًا ربطت بين هند العذراء التي قابلت مشاكل في المجتمع ولكنها بقيت صالحة، وذهبت إلى المنوتسيرات وقابلت تمثال السيدة العذراء التي هي أم الصلاح، وكيف الربط بينهما.
هل التزمتي بمعايير السوق الحالي لبيع روايتك؟
لم أهتم بهذا أبدًا، أنا خططت جيدًا لهذا الأمر ودار “السعيد” تعلم جيدًا كيف تختار ما تقوم بطباعته وتسوقه، فالطبعة الأولى وزعت 1200 نسخة وليست 500 مثل باقي الروايات الأخرى في المعرض، وأنا أعلم أن شغف الرحلات سيجعل الكثيرين لديهم رغبة في معرفة قصة الجبل والدير وقصص الحب والأديان.
الإعلامية قصواء الخلالي
ما انطباعك عن المشاركة في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؟
أنا سعيدة جدًا بمشاركتي في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأشعر أنني على قدر الحدث وراضية عن نفسي كثيرًا بما قمت به في “عذراء المونتسيرات”.
من هو مُلهمك سواء على صعيد القراءة أو الشخصيات في حياتك؟
أحب قراءة كل شئ فأنا أهوى القراءة بشكل كامل، باستثناء ما يُكتب عن التنمية البشرية وعلوم الطاقة ومثل تلك الأشياء، فالقراءة هوسي وشغفي.
على صعيد الأشخاص، أرى دائمًا والدي وأنا أفعل أي شئ، والدي كان كاتب جيد جدًا وكان ثري، فهو الملهم الأول لي، وبعد ذلك والدتي فقط.