سميح القاسم.. نجا من القتل وكان شوكة في حلق إسرائيل
منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون وعلى كتفي نعشي.. سميح القاسم، الشاعر المناضل، الثوري الفلسطيني الذي قاوم الاحتلال بكلمته، وأسمع بحديثه العالم، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 19 أغسطس الموافق 2014، بعد صراع مع مرض السرطان.
انحدر سميح القاسم من عائلة تنتمي إلى الدروز، لأسرة متوسطة الحال، كان والده ضابطًا في الجيش، ولد في 11 مايو 1939، «لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة» هكذا قال سميح القاسم معلقًا على حادثة وقعت له وهو طفل؛ حيث إنه أثناء تواجه في قطار العودة لفلسطين بكى، وكانت الحرب العالمية مندلعة وقتها؛ ما أرعب الركاب فخافوا ان تراهم الطائرات، وكانوا يريدون إسكاته ولو بقتله، فأشهر والده في وجههم سلاحه ليبتعدوا.
تنوعت انتماءات سميح القاسم السياسية عبر حياته، انضم فترة إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وظل حتى نهاية الثمانينيات، ومع توليه منصب رئيس تحرير جريدة كل العرب، أصبحت ميوله وانحيازاته إلى المشروع الوطني الفلسطيني، وجاءت قصائده المهمة في دعم القضية الفلسطينية في ذلك الوقت وما تبعه.
شعر سميح القاسم يملأ العالم
تميز شعر القاسم بالتنوع والثراء الفني؛ حيث إنها جاءت حاوية للرمزية والكلاسيكية معًا، واكب الحداثة، وأفاد من القديم، سكن شعره وجدان كل عروبي، وعبر عن الانتفاضة والأمل الفلسطيني، كان يرى القدس هي عاصمة الثقافة العربية التاريخية، ودفع في سبيل هذه المقاومه أثمانًا غالية، وذلك بأن سجن مرات عديدة، وكان مطاردًا بشكل دائم من الاحتلال الإسرائيلي الذي وضعه تحت الإقامة الجبرية، فكانوا يهابون الكلمة أكثر من البندقية.
تنوعت أعمال سميح القاسم بين الشعر والمسرح والترجمة، فقد صدر له ما يقرب من 60 كتابًا، كما ترجمت قصائده إلى العديد من اللغاتح منها: الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية وغيرها من اللغات.
كما حصد سميح القاسم العديد من الجوائز والتكريمات فحاز جائزة غار الشعر من إسبانيا، وعلى جائزتين من فرنسا عن مختاراته، وجائزة نجيب محفوظ من مصر، وجائزة الشعر الفلسطينية. كما حصل مرتين على وسام القدس للثقافة من الرئيس ياسر عرفات.