متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية يعرض "غليون"
يعرض متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية مجموعة من القطع الأثرية الفريدة من نوعها ومنها “غليون”، مصنوع مواد عضوية، ألياف (نباتية/حيوانية)، حرير.
غليون "شبك" للتدخين من الخشب مكسو بالحرير الأزرق وله شرابة ومبسم من الأبانوس، ويتكون هذا الشبك من جزأين كل جزء عبارة عن أنبوب، الأنبوب ذو الفوهة المتسعة يوجد فيه جزء مكسور وكان يستخدم لوضع التبغ وفوقه النار، والأنبوب الآخر ذو الفوهة الضيقة نوعًا ما كان يستخدم لسحب الدخان بالفم، وقد زخرف أنبوب النيران بزخارف نباتية، وقد كان هذا النوع من الأدوات الخاصة بالتدخين واسع الانتشار في عصر محمد علي الذي حكم مصر من عام 1805 وحتى وفاته في عام 1849.
وكان التدخين تقليدًا تمارسه الطبقات الاجتماعية المختلفة، وما لبث أن أصبح عادة يومية لم تكن تمارس للمتعة فحسب بل للتعبير عن حالة اجتماعية معينة، فقد كان غليون الفقراء بسيطًا بينما كان غليون الميسورين والأغنياء عبارة عن تحفة فنية مزخرفة مطلية أحيانًا بماء الذهب، وقد قام على عملها مختلف الحرفيين من صناع وصائغين مهرة وفنانين بارعين.
بدأ ظهور الغليون في أوائل القرن السابع عشر في تركيا، وقد استخدم لتصفية وترشيح الدخان، كما يعمل على تبريد الدخان قبل وصوله إلى الفم، مع العلم بأن هذه التصفية لا تنقص من تأثير أو أضرار التبغ شيئًا. وقد اختلف شكل وحجم الغليون ويقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول وهو تجويف الغليون ويسمى "لولاس" الذي اشتُق اسمه من الكلمة التركية "لول"، وهو المكان الذي يحرق فيه التبغ، والثاني هو الساق، أما الثالث فهو ما يعرف باسم "المبسم".
وكان تجويف الغليون يصنع عادةً من الطين المحروق، كما صنع كذلك من الحجر الأملس والخشب والمعادن. وكان يُشَكَّل في البداية ثم يُزَخْرَف بعد ذلك بزخارف فنية دقيقة، أما ساق الغليون فكانت تصنع عادة من البوص، كما كانت تصنع من خشب شجر الكرز والياسمين والبرتقال والليمون وخشب شجر الزيتون، ويعتبر الخشب ذو الحبيبات الكثيفة مثاليًّا لصنع الغليون، وقد صنعت بعض الغلايين من الجرافيت الحراري، أما المبسم فكان يصنع عادة من العنبر الكهرماني اللون أو الرخام أو العظم أو العاج أو المينا المذهبة.