لم يتحمل دراسة الطب وعُرف بالأديب الساخر.. محطات في حياة عبد القادر المازني
ولد في مثل هذا اليوم 19 أغسطس 1889، واحدًا من مؤسسي مدرسة الديوان، وهو الشاعر والأديب والصحفي إبراهيم عبد القادر المازني، الذي عُرف بكونه أديبًا ساخرًا، ولعل هذا ما ساعده ليلتمع في سماء الأدب من بين فطاحلة الكتاب والشعراء في ذلك العصر.
ولد المازني في الخديوية المصرية بالقاهرة التي كانت دولة تحت حكم الدولة العثمانية ولكن تتمتع بحكم ذاتي تحت حكم الأسرة العلوية، ويرجع نسبه إلى قرية "كوم مازن" التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية.
في البداية كان حلمه الالتحاق بكلية الطب، وبالفعل أصبح طالبًا من طلابها إلا أنه لم يتحمل دراسة الطب؛ ففي أول مرة يدخل فيها لصالة التشريح أغمى عليه، ولذلك قرر تركها وفكر بالالتحاق بكلية الحقوق إلا أنه عدل عن فكرته بسبب زيادة مصروفات كلية الحقوق في هذا العام للضعف، فالتحق بكلية المعلمين.
بدأ المازني حياته العملية كمدرسٍ إلا أنه اعتزل تلك المهنة بعدما حدثت ضده بعض الوشايات بالإضافة إلى كره لقيود الوظيفة، فعمل بالصحافة وبدأ مسيرته الصحفية من جريدة الأخبار، ومن ثم محررًا بجريدة السياسة الأسبوعية، كما عمل بجريدة البلاغ مع عبد القادر حمزة وغيرها في الكثير من الصحف الأخرى، وانتشرت كتاباته ومقالاته في عديد من المجلات والصحف الأسبوعية والشهرية.
كان يُعرف بدمجه للثقافتين العربية والإنجليزية كغيره من شعراء مدرسة الديوان، وكان لبراعته في اللغة الإنجليزية سبب للاستعانة بِه للترجمة من وإلى اللغة الإنجليزية، كما تم انتخابه عضوًا في كل من مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي بمصر.
يعد المازني من أحد مؤسسي ورواد مدرسة الديوان مع كل من عبد الرحمن شكري، وعباس محمود العقاد. عشق المازني الشعر والكتابة الأدبية وعمل على أن يُجدد في الشعر ويُحرره من قيود الأوزان والوافي؛ فاتجه إلى النثر وأدخل في أشعاره وكتاباته بعض المعاني المقتبسة من الأدب الغربي، وتميز أسلوبه بالسخرية والفكاهة، فكانت كتاباته تتميز بالطابع الساخر، كما استخدم قلمه لعرض الواقع الذي كان يعيش فيه من أشخاص أو تجارب شخصية أو من خلال حياة المجتمع المصري في هذه الفترة، فعرض كل هذا بسلبياته وإيجابياته من خلال رؤيته الخاصة وبأسلوب مبسط بعيدًا عن التكلفات الشعرية والأدبية. وتوقف المازني عن كتابة الشعر بعد صدور ديوانه الثاني في عام 1917م، واتجه إلى كتابة القصة والمقال الإخباري.
توفي المازني في أغسطس 1949 عن عمر ناهز الستين عاما، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا يُخلد ذكراه، يتنوع ما بين الأعمال الشعرية والنثرية المميزة، ولعل من أبرز كتبه هو كتاب الديوان في الأدب والنقد، الذي أصدره مع العقاد في عام 1921
من أعماله المميزة أيضًا "حصاد الهشيم، خيوط العنكبوت، ديوان المازني، رحلة الحجاز، صندوق الدنيا، عود على بدء، قبض الريح، الكتاب الأبيض، قصة حياة، من النافذة، الجديد في الأدب العربي بالاشتراك مع طه حسين وآخرين، حديث الإذاعة بالاشتراك مع عباس محمود العقاد وآخرين.