حيرة في الاختيار.. تجارب سيدات فضلن الولادة الطبيعية على القيصرية | تفاصيل
مجازفة ومخاطرة بالحياة، أم تطور طبي لا بد من مواكبته، حيرة كبيرة تقع على عاتق المرأة الحامل قبيل ولادتها، لتفكر مرارًا وتكرارًا قبل اتخاذ القرار والفصل في نوع ولادتها طبيعية معتادة أم قيصرية مستحدثة؟ وقد تصطحب عديد من الآثار الجانبية التي تتراوح بين الضعيف والمتوسط والحرج الذي يصل إلى حد الموت؛ لذلك تواصل «القاهرة 24» مع سيدات خاضن تجربة الولادة القيصرية، ليروين تفاصيل ولادتهن.
قالت منار مجدي: «بخوف شديد ورهبة استقبلتُ خبر حملي، وفي ذلك الحين اعتقدتُ أن الولادة الطبيعية ستكون أصعب من القيصرية»، متابعة: «اتخذتُ من القراءة والبحث عن الولادة الطبيعية والقيصرية طريقًا آخر للاطمئنان».
بحث وقراءة قبل اتخاذ قرار الولادة
أضافت لـ«القاهرة24»: «توجهتُ إلى الطبيب الخاص بي كي أتفهم أكثر الفرق بين الولادتين، وبالفعل توصلت إلى قرار الولادة الطبيعية، بعد البحث الدقيق تأكدتُ أنها آمن بكثير من القيصرية».
قالت مجدي: «بدأت أكتر من المشي والتحرك، من أول يوم في الشهر التاسع، وكان لازم أمشي كتير جدًا لمسافات بعيدة، وكان الموضوع صعب جدًا ومؤلم، لكن لازم أهيئ نفسي للولادة الطبيعية».
«في يوم الولادة حسيت بالطلق من الساعة 12 بليل وكان سريع جدًا وألم فظيع، لكن حاولت أطبق كل اللي قريته عشان أولد طبيعي وأبعد عن القيصري تمامًا»، هكذا تروي منار معاناتها في الولادة.
أكدت مجدي أن ولادتها تمت بنجاح وسهولة لم تتوقعها، بالإضافة إلى صحة الجنين، بينما قالت هند غلاب إنها ولدت الطفل الأول لها ولادة طبيعية، وكانت تستعين بنصائح طبيها الخاص أثناء حملها، مؤكدة أن ولادتها كانت سهلة والجنين وٌلد بصحة جيدة.
أضافت لـ«القاهرة 24»: «الولادة الثانية لي كانت قيصرية، تألمت بشدة، على عكس الولادة الطبيعة كدتُ لا أشعر بها، بالإضافة إلى حجم البطن الكبير بسبب الولادة التي من المحال عودة حجمها مرة أخرى لحجمها الطبيعي».
آلام في الظهر بعد الولادة القيصرية
أوضحت: «فضلت شهور بتألم من ضهري ومن الجرح، وأسبوع بعد الولادة مش بتحرك، وباخد مسكنات تهدي الألم».
في السياق نفسه قالت ميرنا مخلص، التي تبلغ من العمر 27 عامًا، إنها سعيدة بتجربة الولادة الطبيعية، وترى أن الولادة القيصرية مؤلمة وعملية سهلة بالنسبة للطبيب وليس للمرأة الحامل.
أضافت لـ«القاهرة 24»: «أنا جربت فتح البن في عملية قبل كده بسيطة، وده خلاني أقرر إني مستجيل أولد قيصري وأفتح بطني تاني».
«أنا ولدت مرة واحدة بس ومبسوطة بتجربة الولادة الطبيعية جدًا، ونفسي أولد طبيعي تاني»، هكذا تعبر سيدة عن تجربتها بالولادة القيصرية، مشيرة إلى أنها استمرت نحو 18 ساعة تعاني من الطلق، إلا أنها بمجرد ولادتها أصبحت طبيعية للغاية، وتستطيع المشي والتحرك بحرية تامة.
كيرمينا لوقا، البالغة من العمر 25 سنة، أوضحت أنه في بداية الحمل لم ترغب نهائيًا في الولادة القيصرية، نظرًا لمخاطرها العديدة، لذا فضلت الطبيعية، ولكن غير القدر قرارها في اللحظة الأخيرة.
قالت لوقا لـ«القاهرة 24»: «في بداية الحمل خفت أولد قيصري نهائي، لحد اليوم الـ19 في الشهر التاسع، بدأت أحس بوجع الطلق، وفضل مستمر أكثر من يوم معايا».
وأكدت أن طبيها الخاص كان مؤيدًا لقرارها بالولادة الطبيعية، وأنتظر معها لنهاية المطاف، ولكن بعد زيادة الألم مع وضعية الجنين العرضية داخل الرحم، قرر إجراء ولادة قيصرية لها».
شكل البطن أثر على نفسيتي
تابعت: «الولادة القيصرية مؤلمة للغاية فيما بعد، والجرح لا يزال يؤلم بعد مرور الشهور على الولادة، بجانب شكل البطن غير المؤلم، الذي يؤثر نفسيًا بالسلب علينا».
القيصرية أودت بحياتها
قال ريمون ديماس إن زوجته توفيت نتيجة خطأ طبي فادح لها، خلال إجراء عملية ولادتها القيصرية الثانية.
أضاف لـ«القاهرة 24»: «دخلت زوجتي العناية المركزة بعد إجراء عملية قيصرية، وتم إجراء استئصال للرحم نتيجة النزيف الشديد التي تعرضت له، ثم دخلت في صدمة وحصلت على كميات دم هائلة، محاولين إسعافها، لكن شاء القدر بتوقف عضلة قلبها، التي تسبب في وفاتها».
أكد ديماس أنه حرر حضرًا في الواقعة، واتهم فيها طبيها الخاص «أ.ح» بالخطأ الطبي الكارثي الذي أودت بحياة زوجته التي تمثلت في استئصال رحم زوجته وجرح بشريان الرحم وحدوث نزيف نتج عنه وفاتها، مشددًا على أن الطبيب فرّ هاربًا بعد وفاة الزوجة.
ليست أضرارًا ولكن مضاعفات للولادة القيصرية
من جانبه قال الدكتور تامر محمد، استشاري نساء وتوليد، «لا توجد أضرار للولادة القيصرية بل مضاعفات بعضها قد يكون مرتبطًا بوقت الولادة، كحدوث نزيف شديد أو حدوث تجمع دموي أو التهاب حاد في الحوض أو التهاب في الغشاء البيريتوني».
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«القاهرة 24»: «هذه المضاعفات واردة إلا أنها نادرة الحدوث، ومع زياده كفاءة الكوادر الطبية واستخدام المضادات الحيوية الوثائقية».
وأردف استشاري نساء وتوليد: «أما المضاعفات الناتجة عن تكرار العمليات القيصرية فتكون في منطقه القيصرية السابقة التي تعد نوعًا من الأحمال الخطيرة التي قد تتسبب في انفجار الرحم ووفاة الأم».
أشار استشاري النسا والتوليد إلى أن المشيمة الملتصقة والمنغمزة في مكان جرح القيصرية السابقة قد تتسبب في حدوث نزيف شديد للام في وقت الولادة، وقد يستوجب استئصال الرحم لإنقاذ الأم، وما يتبعه من مضاعفات من نقل الدم وخلافه.
أكد استشاري نساء وتوليد أهمية العمليات القيصرية في الحالات التالي:-
- عدم اتساق حجم الجنين والحوض.
- دخول الجنين الحوض بالمقعدة في الأم البكرية.
- وجود مشيمه سابقة قبل الجنين.
- إذا كان الجنين مستعرضًا في البطن أو في وضع لا تصلح فيه الولادة الطبيعية.
- زيادة حجم الجنين عن الحدود المسموحة لحجم الأم والحوض.
- ولاده التوائم.
- إجهاد جنين داخل الرحم.
أوضح استشاري نساء وتوليد أنه يمكن القيام بمحاولة الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، ولكن وفقًا لشروط كالآتي:-
- مرور فترة تتراوح من 2 إلى 5 أعوام على الولادة السابقة.
- أن يكون سبب عمل الولادة القيصرية طارئًا.
- حدوث نزيف مهبلي مفاجئ.
- حدوث إجهاد جنين داخل الرحم.
- يجب أن يتم تقييم سمك جدار الرحم السفلي في بداية الشهر التاسع لمعرفه مدى تحمل الأنسجة لحدوث طلق الولادة لتجنب انفجار الرحم.