الباشا بازي.. طالبان وعبودية الأطفال الجنسية مخاوف لاستغلال الصبية
الباشا بازي أو ما يُعرف بالعبودية الجنسية للأطفال في المجتمع الأفغاني، الذي يعيش حالة من الفزع بعدما تمكنت حركة طالبان المتشددة من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد التي ترفع شعارات دينية، وسط مخاوف من قاطنيها بعودة قبضة طالبان على بلادهم؛ باحثين عن ملجأ لهم خارج ديارهم التي تربوا بها للنأي بأنفسهم عن مطرقة ما يصفون أنفسهم بمقيمي الإمارة الإسلامية.
مخاوف الأفغان لا تأتي من قبل النساء فقط، ولكن تعيد إلى الذاكرة جرائم جنسية ارتكبت بحق أطفال الأسر الفقيرة في الولايات الأربعة والثلاثين، بعدما عكفت حركة طالبان التي تصف حكمها بأنه تطبيق للشريعة الإسلامية، على استغلال الأطفال لشن هجمات على مراكز الشرطة الأفغانية، عبر تقليد يطلق عليه بلغة الدراي إحدى اللغات الرسمية في أفغانستان الباشا بازي.
ما هو الباشا بازي؟
الزعماء الأفغان، القادة السياسيون، الأغنياء والمقتدرون ماديًا، يستخدمون أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 18 عامًا، عادة ما يتم شراؤهم من أطفال الأسر الأكثر فقرًا، ويتم تدريبهم على الرقص وأداء مجموعة من الحركات النسائية، ووضع المكياج، ضمن حفلات يحددها المسؤول، ليتم الاعتداء عليهم جنسيًا، حيث يتم تمرير الأولاد الصغار بين الرجال الحاضرين.
التقليد المعروف أفغانيًا باسم باشا بازي كان شائعًا في المناطق الريفية لمئات السنين، قبل أن يتم حظره إبان حقبة التسعينيات من القرن الماضي، إلا أنه عاد مرة أخرى للظهور على الساحة بعد الإطاحة بنظام حركة طالبان، التي بدورها سارعت باستخدامه للحصول على معلومات باستخدام الأطفال جنسيًا من قبل أفراد الشرطة.
النساء للإنجاب والصبي للمتعة
في عدد لا بأس به من الولايات الأفغانية تتردد كثيرًا مقولة «النساء للإنجاب والصبي للمتعة» خاصة في مناطق الولايات البشتونية التي تنتمي إليها حركة طالبان، إذ أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الباشا بازي عاد بقوة في السنوات الأخيرة، وأنه منتشر بشكل واسع في مناطق البشتون الريفية «معقل طالبان» في جنوب وشرق البلاد، وفي مناطق الطاجيك شمالًا.
تستخدم مناطق البشتون - التي تنتمي إليها طالبان - الأطفال لأغراض الترفيه والاستغلال الجنسي، كونه يُحظر على النساء العمل كراقصات أو فنانات في أجزاء كثيرة من أفغانستان، ليتم استخدام أطفال الفقراء كدمى جنسية للتلذذ بهم بدلًا من النساء.
يتم إقناع أولياء الأمور بتسليم أبنائهم للحصول تعويض مالي، مع وعد بالحصول على عمل وتعليم، إلا أنه عقب الحصول على الأطفال يتم كراقصين في حفلات خاصة، ويُكره الكثيرون منهم على إقامة علاقات جنسية مع أسيادهم، في حين يتم اغتصاب الفتيان الذين يرفضون القيام بذلك.
اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان نشرت، في بيان سابق لها، أن الأطفال الذين يتم استخدامهم جنسيًا، غالبًا ما يتعرضون للإصابة بأعراض تظهر على النساء المغتصبات «شرجيًا» التي من بينها النزيف الداخلي وبروز الأمعاء والنزيف الداخلي الغزير.
تقرير اللجنة الصادر عام 2014، أوضح أن مسؤولين رفيعي المستوى، استخدموا أطفالًا فيما يعرف بالباشا بازي، إلا أنه نادرًا ما تتم مقاضاتهم، مشيرة إلى أنهم دفعوا رشاوى إلى جهات إنفاذ القانون أو المدعين العامين أو القضاة.
طالبان والباشا بازي
على الرغم من إعلان ذبيح الله مجاهد، وزير الإعلام المعين من قبل طالبان، والمتحدث باسم الحركة، حسن النية فيما يتعلق بالأطفال والنساء، مؤكدًا امتثال حركته للشريعة الإسلامية، فإن مخاوف الوفاء بالوعود الطلبانية تتصدر المشهد الأفغاني، خاصة أن السنوات الأخيرة في عهدهم بين عامي 1996-2001 ليست جيدة على الإطلاق.
استغلت طالبان خلال السنوات الأخيرة هذا التقليد لإرسال أطفال يطلق عليهم «باشا بازي» لاختراق الشرطة الأفغانية؛ الأمر الذي يثير مخاوف عالمية بشأن مصير الأطفال عقب وصول طالبان للقصر الرئاسي في العاصمة كابول، خاصة أن العديد من التحذيرات الغربية والدولية تأتي بشأن مصير الأطفال والنساء تحت عباء الحركة التي تصف نفسها بالمتشددة إسلاميًا، بأن يتم استخدام الصبيان من قبل طالبان ضد معارضيها مجددًا.