ما قصة ظهور السيدة العذراء على قباب كنيسة الزيتون؟
تجلت السيدة العذراء مريم، حسب رواية الكنيسة القبطية، على قباب كنيسة العذراء بالزيتون في 2 أبريل 1968م، في عهد البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ116 للكنيسة، وكان أول من شاهدها هعمال في مؤسسة نقل عام بشارع طومان باي.
كنيسة العذراء بالزيتون بناها توفيق بك خليل إبراهيم بإشراف من المهندس الإيطالي ليمون جيللي على شكل مصغر من كنيسة آيا صوفيا الشهيرة بإسطنبول بتركيا، وذلك بعد رؤيا أعلنت فيها القديسة العذراء مريم أنها ستظهر في كنيستها وقد تم الانتهاء من بناء الكنيسة في عام 1924.
تم تدشين الكنيسة وتكريسها للصلاة في يوم الأحد الموافق 29 يونيو1925 برئاسة المتنيح الأنبا اثناسيوس أسقف بني سويف، وتزينت الكنيسة من الداخل بنقوش للسيدة العذراء مريم وأيضًا أيقونات متعددة رسمها فنانون إيطاليون حضروا خصيصًا لهذا الغرض.
أصدر المقر البابوي بيانًا له صدر في 4 مايو 1968م، تأكيدًا لظهور السيدة العذراء، وجاء نص البيان كالتالي: «إنه منذ مساء يوم الثلاثاء 2 أبريل سنة 1968، توالى ظهور السيدة العذراء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تحمل اسمها بشارع طومان باي بحي الزيتون بالقاهرة».
قال المقر البابوي: «كان هذا الظهور في ليالٍ مختلفة كثيرة لم تنتهِ بعد، بأشكال مختلفة فأحيانًا بالجسم الكامل وأحيانًا بنصفه العلوي، يحيط بها هالة من النور المتلألئ، وذلك تارة من فتحات القباب بسطح الكنيسة وأخرى خارج القباب، وكانت تتحرك وتتمشى فوقها وتنحني أمام الصليب العلوي فيضئ بنور باهر، وتواجه المشاهدين وتباركهم بيديها وإيماءات رأسها المقدس، كما ظهرت أحيانًا بشكل جسم كسحاب ناصع أو بشكل نور يسبقه انطلاق أشكال روحانية كالحمام شديد السرعة».
أكد البيان الذي أصدره المقر البابوي أن الظهور استمر لفترة زمنية طويلة وصلت أحيانًا إلى ساعتين وربع، وذكر البيان في فجر الثلاثاء 30 أبريل سنة 1968 حين استمر شكلها الكامل المتلألئ من الساعة الثانية والدقيقة الخامسة والأربعين إلى الساعة الخامسة صباحًا، وشاهد هذا الظهور آلاف عديدة من المواطنين من مختلف الأديان والمذاهب ومن الأجانب، ومن طوائف رجال الدين والعلم والمهن وسائر الفئات الذين قرروا بكل يقين رؤيتهم لها، وكانت الأعداد الغفيرة تتفق في وصف المنظر الواحد بشكله وموقعه وزمانه بشهادات جماعية.
أوضحت الكنيسة حينها أن المقر البابوي جمع المعلومات عن كل ما سبق بواسطة أفراد ولجان من رجال الكهنوت الذين تقصوا الحقيقة، وعاينوا بأنفسهم هذا الظهور، وأثبتوا ذلك في تقاريرهم التي رفعوها إلى البابا كيرلس السادس.
كما أدلى رؤساء الطوائف المسيحية في وقتها بعديد من التصريحات التي تؤكد صحة الظهور، وقاد محافظ القاهرة حينها سعد زايد زيارة خاصة لكنيسة العذراء بالزيتون بعد ظهر يوم 5 مايو 1968، يرافقه السيد محمود السياعي مدير الأمن وقتها، وأصدر تعليمات بوضع نظام خاص للمرور بهذه المنطقة، وتقابل مع كاهن الكنيسة القمص قسطنطين موسى، واستمع إلى مقترحاته التي تناولت نقل الجراج المقابل للكنيسة إلى مكان آخر؛ حتى تستوعب المنطقة أكبر عدد ممكن من الزائرين.