إسرائيل تنتقم من إيران عبر لبنان.. وأمريكا تدخل على خط الأزمة
في ظل تنامي الانتهاكات المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في التعدي على سيادة الدول المجاورة، تقدم لبنان بشكوى إلى الأمم المتحدة، لوقف الاعتداءات من قبل الكيان الإسرائيلي، باستخدام المجال الجوي لبلاد الأرز، من أجل استهداف الأراضي السورية بذريعة التصدي لميليشيا حزب الله الإيرانية.
في هذا الصدد، قال محمد سعيد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إن الاعتداء الإسرائيلي الأخير على سوريا عبر الأجواء اللبنانية يحمل أكثر من رسالة، أولها أن الاحتلال الإسرائيلي في ظل حكومة نفتالي بينيت، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، يريد أن يثبت أن الأجواء اللبنانية لا تزال مسرحًا لطائراته ضد لبنان وسوريا معا، وثانيًا أن إسرائيل أرادت أن ترد ولو بغارة جوية على استهداف إحدى سُفنها في بحر العرب، وأخيرا وليس آخرا، أن تل أبيب تستهدف من خلال الأجواء اللبنانية، سفن الوقود الإيرانية لمنعها من الوصول إلى الشواطئ اللبنانية.
وأوضح محمد سعيد الرز في تصريح لـ القاهرة 24، أن دور إسرائيل في المُعادلة اللبنانية لا يزال موجودًا، دون أن يتطور الأمر إلى فتح مواجهة شاملة مع لبنان وسوريا، نظرا لأن حكومة بينيت تُدرك أن مواجهة كهذه لا يمكن السيطرة عليها، خاصة وسط تهديدات بعدم قصرها على جبهة جنوب البلاد، وإنما سوف تتسع على المدى الإقليمي، وهو ما لا تريده الآن الولايات المتحدة الأمريكية، أو المجتمع الدولي المُنهمك الان بمواضيع ساخنة في العالم من الصين إلى روسيا إلى أفغانستان.
وأضاف أن كل الاحتمالات مطروحة، لكن نقاط الانفجار في الإقليم من جنوب لبنان إلى غزة، وملابسات التفاوض النووي الإيراني الأمريكي، واتجاه واشنطن لسحب قُواتها من العراق وشمال شرق سوريا، كل ذلك لا يجعل ميدان المعركة مُمهدًا بالنسبة للكيان الإسرائيلي الآن.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن انتهاكات حزب الله، دفعت دوروثي شيا، السفيرة الأمريكية في لبنان إلى الرد على مجيء السفينة الإيرانية بالإعلان عن خطة لتأمين الغاز والكهرباء بلبنان عبر الأردن وسوريا، ما يعني مُواجهة النفط الإيراني بتنفيس جدواه عبر مُساعدات أسرع وأكثر فعالية، حيث إن الغارة الإسرائيلية، لن تتعد حدود توجيه الرسائل، دون المساس بالمدنيين.
كان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، طالب وزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر، مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة، بتقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل، لانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية.