عمر المختار.. أسطورة الزمان الذي نال إعجاب أعدائه
تحل اليوم ذكرى ميلاد المجاهد عمر المختار وهو المولود في 20 أغسطس 1857 والمتوفى 16 سبتمبر عام 1931، عاش حياته في جهاد مفتوح ضد الاستعمار الإيطالي، ونال إعجاب وتقدير الجميع حتى من بعض المستعمرين الإيطاليين أنفسهم.
قاوم عمر المختار احتلال إيطاليا لبلاده بضراوة وصلابة ليس لهما مثيل لبلاده حتى تم القبض عليه وإعدامه، ورفض كل العروض المغرية والمفاوضات ومن قبل الاستعمار للتخلي عن المقاومة، حتى قبض عليه في 11 سبتمبر من عام 1931 عندما كان متوجها بصحبة عدد صغير من رفاقه المجاهدين لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، وشاهدتهم وحدة استطلاع إيطاليَّة، واشتبكت القوات الإيطالية مع المختار ورفاقه وجرح حصان عمر المختار فسقط إلى الأرض، وتعرّف عليه في الحال أحد الجنود المرتزقة الليبيين، وتم القبض على المختار.
نقل عمر المختار إلى مبنى في بلدية سوسة ومن هناك نُقل إلى سجن بنغازي مُكبّلًا بالسلاسل، وكان أثناء نقله إلى بنغازي هادئا يجيب على أسئلة بعض السياسيين بصوت ثابت وقوي دون أي تأثر بالموقف الذي هو فيه، إلى الحد الذي جعل جراتسياني يصفه في مذكراته برقة الهادئة بأنه أسطورة الزمان الذي نجا آلاف المرات من الموت ومن الأسر واشتهر عند الجنود بالقداسة والاحترام لأنه الرأس المُفكر والقلب النابض للثورة العربيَّة الإسلاميَّة في برقة وكذلك كان المُنظم للقتال بصبر ومهارة فريدة لا مثيل لها سنين طويلة والآن وقع أسيرًا في أيدينا.
إعدام عمر المختار
كان خبر القبض على عمر المختار بمثابة حلم كبير عند الطليان حتى إنهم لم يصدقوا الخبر حتى الفريق جراتسياني قائد قوات الطليان في ليبيا الذي كان متوجهًا إلى باريس نزل من قطاره ليعود مسرعًا إلى بنغازي، وصل جراتسياني إلى بنغازي يوم 14 سبتمبر، وأعلن عن انعقاد المحكمة الخاصة يوم 15 سبتمبر 1931، وفي صباح ذلك اليوم، تمت محاكمة شكلية حكم فيها على المختار بالإعدام شنقا وفي يوم 16 سبتمبر تم تنفيذ الحكم فيه أمام 20 ألف ليبي من الأهالي والمعتقلين السياسيين، وصدرت أوامر مشددة إلى القوات الإيطالية بضرب كل من يبدي حزنه أو تعاطفه مع إعدام المختار، لكن ذلك لم يمنع الأصوات التي تعالت محتجة ولم تمنعها سياط الطليان.