ذاكرة الأمثال 33.. ما تزغرطوش يا ولاد جنجرة
الأمثال ليست مجرد كلام، تُقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومُتنوعة، ومن هذه الأمثال: مَا تْزَغْرَطُوشْ يَا وْلَادْ جَنْجَرَهْ دِي الدَّاهْيَة تَحْتِ الْقَنْطَرَهْ.
يفسر أحمد شفيق باشا المثل في كتابه الأمثال العامية، أن الزغرطة هي صياح المرأة في الأعراس بصوت طويل تخرجه بتحريك إصبعها في فمها، وأصلها من زعردة البعير وجنجرة: بلدة بالشرقية.
زواج امرأة من جنجرة
ويضيف: أنه أهل جنجرة زوجوا امرأة منها لرجل في بلدة بعيدة، قبيح المنظر، قذر الثياب، كبير السن، ولم يكن أهل جنجرة رأوه، فلما ذهبوا بالعروس في موكبها أظهروا السرور والفرح وغنوا وزغردت نساؤهم كالعادة، وخرج الزوج للقائهم، فوقف متسترًا تحت قنطرة قريبة من بلدته، فلما رآه بعضهم وشاهد ما عليه من القبح قال ذلك، حيث يُضرَب المثل لإظهار السرور بشيء قبل التحقق منه.