ما حكم إعادة الطفل المتبنى إلى دار الأيتام مرة أخرى؟
زادت حالات تبني الأطفال من دور الأيتام خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد عرض مسلسل ليه لا الذي ناقش هذه القضية، لكن عقبت تزايد حالات التبني ارتفاع الحالات التي أقدمت فيها الأسرة المتبنية على إرجاع الأطفال إلى دور الأيتام مرة أخرى، وذلك لأسباب مختلفة منها عدم مقدرة الأسرة على تحمل مصاريف الطفل الذي تزداد مع كبر سنه، أو بسبب معرفة الزوجين بأنهم سيرزقون بطفل عمن قريب أو غير ذلك من الأسباب الكثيرة والمختلفة.
وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديو ليمنى دحروج مؤسسة جروب الاحتضان في مصر، تسرد فيه قصة الطفلة التي أرجعتها الأسرة التي تبنتها بعد 3 سنوات بعد علمهم بحمل الزوجة، وما أن انتشر مقطع الفيديو حتى توالت تعليقات المستخدمين المتباينة بين الرافضين لهاذا الفعل الذي سلب من الطفلة الحياة الكريمة التي كانت تعيشها مع أب وأم في بيت أدمي، وتعليقات أخرى أكدت أن التبني أمر محرم في الإسلام لذلك فإن تراجعت الأسرة المتبنية عن قرارها فلا إثم عليهم في ذلك.
في هذا الصدد، يقول الشيخ محمد عبدالبديع، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إنه لا يوجد في الإسلام ما يُعرف بالتبني، ومن يقوم بذلك فعليه أن يتبنى الطفل قبل أن يتم سنتين وأن تقدم الأم على إرضاعه حتى تكون أمه بالرضاعة ولا يحل لها أو لأخته إذا رزق الله الأسرة بطفلة أو تبنوا فتاة أخرى، وكذلك لا يجوز للأسرة تسجيل الطفل بأسمهم ولكن بأسم أخر مستعار.
وأضاف خلال تصريحاته لـ القاهرة 24، أنه فيه حال أن قررت الأسرة إرجاع الطفلة المتبنية إلى دار الأيتام مرة أخرى، لا يوجد ما يستوجب الذنب أو الحرمة في ذلك، فالأسرة لم تظلم الطفلة ولم تسلب منها حق من حقوقها، فبالتالي لا يوجد أي أثم على الأسرة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر إذا كان فيه شيء من الكراهية فسيكون بسبب أن هناك قاعدة اسمها كراهية قطع النافلة، لذلك فكان من الأفضل للأسرة ألا تقدم على إرجاع الطفلة لعدم قطع النافلة التي تقربوا بها إلى الله.
وعما قاله مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي في التعليقات حول أن الله كرم هذه الأسرة بالحمل؛ بسبب تبنيتهم لهذه الفتاة، أوضح عبدالبديع أن هذا حكم بالعاطفة وليس له علاقة بالتأصيل والأحكام، متسائلًا: على كده كل واحد هيجيب بنت زوجته تحمل؟
عالم بالأزهر الشريف: العمل الصالح له قاعدة تحكمه بُعرف بـ لا تبطلوا أعمالكم
من جانبه، قال الدكتور محمود الهواري الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه بالرغم من أن الإسلام حرم التبني لما فيه من تضييع حقوق واختلاط أنساب، لكن إذا اقبلت أسرة على التبني حسبة لله سبحانه وتعالى، فيعتبر عمل صالح له قاعدة تسمى “ولا تبطلوا اعمالكم” تحكمه، مضيفًا:" فما الداعي بعد أن أقدموا على فعل هذا العمل الصالح أن يتراجعوا فيه، فالله الذي وهبهم الحمل هو من دعا إلى رعاية الأيتام، والرسول، صلى الله عليه وسلم، قال أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار إلى السبابة والوسطى.
وأوضح في تصريحات لـ القاهرة 24، أن هذا الفعل يخلو من الوفاء والمروءة وجبر الخواطر وهو ما يتناقض مع معاني الإنسانية، لافتًا إلى أن رجوع الفتاة إلى دار الأيتام بعد أن كانت تعيش في مستوى معيشي معين والكسر بخاطرها، أفعال تأثم عليها الأسرة.
