حصار أم تفاوض.. ماذا تريد طالبان من ولاية بنجشير معقل المقاومة الأفغانية؟
في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، اليوم الاثنين، أن الحركة تتفاوض مع المسلحين في ولاية بنجشير لتجنب الحرب وإراقة الدماء، إلا أنها تحاصر ولاية بنجشير، وطوقت قوات المقاومة الموجودة فيها.
بنجشير معقل المقاومة الأفغانية
تشكلت مُقاومة لحركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان بعد هروب الرئيس الأفغاني، في ولاية بنجشير، والتي تعتبر المحافظة الوحيدة التي بقيت خارج سيطرت الحركة، ما يُشير إلى احتمال اندلاع حرب أهلية مُجددًا.
ويتزعم القوى المناهضة لطالبان في ولاية بنجشير، نائب رئيس الدولة السابق أمر الله صالح، وأحمد مسعود، نجل القائد الميداني الراحل الشهير أحمد شاه مسعود، حيث أعلن الأخير (الابن) أن أهالي المنطقة مستعدون لصد طالبان، ولن يسلموا المحافظة.
جدير بالذكر أن ولاية بنجشير هي واحدة من 34 محافظة أفغانية، ومعظم سكانها من الطاجيك، وتتميز المنطقة بأهميتها الاستراتيجية، وبوجود ممرات جبلية ملاءمة تربط المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد، فيما تجعل منها تضاريسها الوعرة وروافدها النهرية قلعة حصينة للمقاومة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الإجلاء الجوي من مطار كابل في أجواء من الفوضى، فيما أعلنت حركة طالبان أمس الأحد، شن هجوم واسع النطاق على ولاية بنجشير.
المقاومة تعلن استعداداه الدخول في صراع طويل الأمد
قال المتحدث باسم المقاومة الأفغانية بولاية بنجشير، علي ميسم نظري، لوكالة فرانس برس، إن جبهة المقاومة الوطنية، مُستعدة لصراع طويل الأمد، لكنها ما زالت تسعى للتفاوض مع طالبان حول حكومة شاملة.
وأضاف نظري، أن شروط اتفاق سلام مع طالبان هي اللامركزية، وهو نظام يضمن العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق والحرية للجميع.
من جهته، تعهّد القائد العسكري السياسي الأفغاني من أصول طاجيكية، أحمد مسعود، بمقاومة أي محاولة من حركة طالبان المتشددة لغزو ولاية بنجشير الجبلية التي يقطنها الطاجيك.
ولفت مسعود، وهو نجل زعيم الطاجيك الأفغان الراحل، أحمد شاه مسعود، الذي قاتل أيضًا طالبان، إلى أنه وأنصاره يريدون حكومة تشمل الجميع، مُشددا على أنه ينبغي للعالم ألا يُدعم نظامًا شُموليًا.
