الأوقاف توضح حكم الامتناع عن تغسيل الميت بسبب ارتكابه المعاصي
تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورًا لفتاة تشير فيه إلى أنها ذهبت مع فتيات أخريات لغسل متوفاة، وعند علمهم بأنها كانت لا تصلي رفضن تغسيلها، مؤكدة في نهاية المنشور أهمية الصلاة، وأن تركها أمر جلل لا يجوز الاستهانة به، وما أن انتشر المنشور حتى لاقى تعليقات كثيرة من المستخدمين المعترضين على هذا الفعل، مؤكدين أنه لا يحق لهن الامتناع عن تغسيل متوفية بسبب ارتكابها للذنوب، ومن الممكن أن تكون هي أقرب من الله منهن.
وكتبت صفحة باسم ريهام عبدالرحمن منشور تقول فيه: ذهبت اليوم مع بعض الأخوات لغسل متوفاة، فعلمنا أنها لا تصلي فرفضن الأخوات تغسيلها".
وتابعت عبدالرحمن: ترك الصلاة أمر جلل وخطير نبهوا أهاليكم وأحبابكم وكونوا دعاه لهم.
في هذا الصدد يقول الشيخ محمود الأبيدي، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، يغسل ويُصلى عليه حتى وإن كان مُرتكبًا للذنوب، وقد حدث مع الإمام أحمد وامتنع عن تغسيل وتكفين متوفي كان يرتكب ذنبا من الكبائر، فجاءه في المنام وقال له إن الله سبحانه وتعالى أدخله برحمته الجنة، وفي اليوم الثاني سأل زوجته عن أمر هذا الرجل، فأجابته أنه كان دائمًا ما يعطف على الأيتام.
وأضاف الأبيدي في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الفاسق ومُرتكب الكبائر يُغسلّون ويُكفنّون ويدفنون ويُكرمّون لطالما شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمد هو رسوله، مؤكدًا أنه ليس للإنسان أن يحكم على الآخرين أي منهم يحق له أن يغسل ومن منهم لا يحق له ذلك.
وأوضح أنه حتى إذا كان المتوفي ارتكب الكثير من المعاصي خلال حياته من الممكن أن يشمله الله برحمته ويدخله الجنة، مُستشهدًا في ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:" سَدِّدُوا وقارِبُوا، وأَبْشِرُوا، فإنَّه لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ، واعْلَمُوا أنَّ أحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ أدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ. وفي روايةٍ بهذا الإسْنادِ، ولَمْ يَذْكُرْ: وأَبْشِرُوا.
وتابع إمام وخطيب الأوقاف: من الممكن أن يكون للمتوفي أحد من عائلته شهيد أو من حاملي كتاب الله عز وجل فيشفعون له، مشيرًا إلى قول الله تعالى في سورة الشعراء: فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲأَنَّ فَلَوۡ لَنَا كَرَّةࣰ فَنَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ.
وأردف أن من يمتنع عن تغسيل المتوفيين لما ارتكبوه من ذنوب ومعاصي، يتعالون على الله سبحانه وتعالى، مضيفًا: كيف ضمن الممتنع أن عماله الذي يقوم بها مقبولة عند الله أو أنه لن يُفتن فيما بعد، وسيموت على حق.
وأشار الأبيدي إلى أن العبادات لا تُؤخذ بظاهرها، لأن علاقة العبد وربه قلبية وروحية، لافتًا إلى أن الخوارج كانت ركبهم تُنحل من كثرة الصلاة والسجود كركب الماعز، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم كلاب أهل النار.