في ذكرى وفاته.. ملامح من حياة أبو بكر الصديق صاحب رسول الله وأول خليفة للمسلمين
تحل اليوم ذكرى وفاة أبو بكر الصديق، خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم، 23 أغسطس 1386 ميلاديا، فكان أول الرجال الذين دخلوا الدين الإسلامي، وأول الخلفاء الراشدين.
ويقدم "القاهرة 24"، تفاصيل عن أبو بكر الصديق، لنعرف مدى عظمة هذا الرجل، الذي أكمل مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت كالتالي:-
من هو أبو بكر الصديق
أبو بَكر الصديق، هو عبد الله عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ ، وهو أول الخلفاء الراشدين، ويعد أحد العشرة المبشرين بالجنَة، وصاحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ورافقة عند هجرته إلى المدينة المنورة، وصاحبه في غزواته.
مولد أبو بكر الصديق
ولد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة سنة 573م، بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قريش في الجاهلية، وعندما دعاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فإنه أعلن إسلامه على الفور دون تردد، فكان أول من أسلم مِن الرجال.
وكان الصديق، ملازمًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد زوج ابنته، السيدة عائشة رضي الله عنها، للرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجر مع صديقه من مكة إلى المدينة، وشهد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي محمد، وعند مرض النبي الذي أدى لوفاته، أمر أبا بكر أن يؤم الناس في الصلاة.
لقب بالصديق
وقد سمي أبو بكر الصديق بهذا الاسم، لأنه كان أكثر الناس صدقًا، بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكثر من صدّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لقوله الكريم: " إنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إلَيْكُمْ فَقُلتُمْ: كَذَبْتَ، وقَالَ أبو بَكْرٍ: صَدَقَ، ووَاسَانِي بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَهلْ أنتُمْ تَارِكُوا لي صَاحِبِي؟ مَرَّتَيْنِ".
وعن عبد الله بن عباس، رضيَ الله عنهما، عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: "ما مررتُ بسماءٍ إلَّا رأيتُ فيها مَكْتوبًا محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ".
بيعة أبو بكر الصديق
وقد بايع الزبير بن العوام، وعلي بن أبي طالب، أبو بكر الصديق، وذلك في اليوم التالي لوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يوم الثلاثاء، قال أبو سعيد الخدري: لما صعد أبو بكر المنبر، نظر في وجوه القوم، فلم ير الزبير بن العوام فدعا بالزبير فجاء، فقال له أبو بكر: "يا ابن عمة رسول الله وحواريه، أتريد أن تشق عصا المسلمين؟"، فقال الزبير: "لا تثريب عليك يا خليفة رسول الله "، فقام الزبير فبايع أبو بكر، ثم نظر أبو بكر في وجوه القوم، فلم ير عليًا بن أبي طالب، فدعا بعلي فجاء، فقال له أبو بكر: "يا ابن عم رسول الله وختنه على ابنته، أتريد أن تشق عصا المسلمين؟"، فقال علي: "لا تثريب عليك يا خليفة رسول الله "، فقام علي فبايع أبو بكر.
واستمرت خلافة أبو بكر الصديق، لمدة سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يومًا، وتُوفي في الثامن من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشر من الهجرة.
وفاة أبو بكر الصديق
مات أبو بكر الصديق، في الثامن من جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشر من الهجرة، وذلك بسبب إصابته بالحمى، ولم يستطع أن يخرج للصلاة خمسة عشر يومًا، وقد أوصى عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بإمامة الناس لصلاة الجماعة نيابةً عنه إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء، وأوصى أن يدفن بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وارتجت المدينة لوفاة الصديق، وأقبل علي بن أبي طالب، مسرعًا باكيًا مسترجعًا، ووقف على البيت الذي فيه أبو بكر، فقال: «رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلفَ رسول الله وأنيسه، ومستراحه وثقته، وموضع سره ومشاورته».