ملكة العسل.. هالة التونسية تروض لدغات النحل بالأيدي الناعمة
هالة بويكر، فتاة عشرينية لا تهاب المخاطر، وهبت حياتها لعالم النحل، ودخلت في تحدِ مع ذاتها لإثبات كفاءتها في مهنة لا يمتهنها سوى الرجال لترفع شعار أن المرأة التونسية قادرة على خلق المعجزات؛ بل كرست حياتها للدراسة والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال عسل النحل، ودربت العديد من الفتيات والشباب التونسي على كيفية استخراج العسل، وتفادي لدغات النحل.
لدغة نحل.. سر النجاح
لم تكن تدرك هالة بويكر، أن لدغة النحل ستغير حياتها رأسًا على عقب، وأنها ستصبح من أشهر السيدات في مجال عسل النحل.
تقول هالة لـ القاهرة 24: تخرجت في المعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات البيئة بتونس، وفي إحدى المرات كنت أزور أقاربي ولُدغت من نحلة، وتم نقلي إلى المستشفى واكتشفت وقتذاك أن لدي حساسية من النحل.
على عكس المتوقع، فبدلًا من الابتعاد عنه، قررت الفتة العشرينية، أن تتحدى ذاتها وتطلق مشروعها الخاص في مجال تربية النحل وبدأت المغامرة.
وافتتحت بويكر، مشروعًا لاستخراج سُم النحل ومنتجات الخلية عن طريق الاستعانة بأصدقائها وشريك حياتها بالمثابرة والاجتهاد، واستطاعت صنع آلة جديدة تساعدها في مجال تربية النحل، وتم تكريمها في أحد المؤتمرات من قبل الأطباء المختصين، وكونت صداقات قوية داخل وخارج تونس في مصر والجزائر والعراق والسعودية، بل تعمقت أكثر في تربية النحل.
نحل هلول للعسل العسول
تكشف هالة عن كواليس أول تعامل مع النحل، قائلة: في إحدى المرات كنت أرتدي البذلة الواقية داخل المنحل، لكني احتجت إلى شرب المياه فتخليت عن الواقي وتعرضت لهجوم شرس أثّر على صحتي؛ لكني لم أبال ولم أترك للخوف مكانًا في حياتي، واعتبرت ذلك بداية مشوار نجاحي.
وأكدت الفتاة العشرينية، أن النحل هو عائلتها ودائمًا ما تغني لهم: نحل هلول يعطيها عسل عسول.
وعن خطوات استخراج عسل النحل، تقول: بدأت في مجال النحل بـ 5 خلايا، ووصلت إلى 70 خلية، وعندما تمكنت في المجال، تملكني الحماس لتوصيل المعلومة للآخرين من خلال تدريب 50 شاب من الفتيات والرجال.
واختتمت: من أصعب المواقف، فقدان النحل أثناء تدريب مجموعة من الشباب على عسل النحل، بسبب تصرف الفلاحين الخاطئ برش مبيدات حشرية أدت إلى نفوق النحل، وهو ما تسبب في لحظات من الحزن واليأس، وحاولت خلال ذلك التواصل مع المسؤولين لحل المشكلة لكن بلا جدوى.
