ذكره النبي في علامات قيام الساعة.. انحسار نهر الفرات وتحذيرات من جفاف وشيك يضرب البلاد
يخوض العراق العديد من المواجهات في الفترة الأخيرة لحل الأزمات التي تتعرض لها البلاد اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، ووصلت أزمة المياه بالعراق إلى مرحلة خطرة بعد تصريح أحد المسؤولين العراقيين بأن هناك انخفاضا كبيرا في مستوى نهري دجلة والفرات وصل إلى نحو 50 بالمئة.
النبي محمد "صلي الله عليه وسلم"، ذكر مسالة جفاف نهر الفرات الذي يعد شريان الحياة بالنسبة للكثير من العراقيين، إذ يغذي النهران الكثير من محطات المياه، وتُستخدم مياههما لري الحقول على طول ضفتيهما.
وتلبي هذه الأنهار 80 بالمئة من حاجات العراق المائية، وتراجع مستويات تدفقها إلى ما دون النصف، سيعني مباشرة حرمان 40 بالمئة من الأراضي الزراعية والمواطنين العراقيين من المياه الصالحة
كيف ناقشت الأحاديث النبوية مشكلة جفاف نهر الفرات؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن من علامات الساعة أن يحسر الفرات، ويتغير مجراه فيستبين للناس جبل من ذهب فيقتتلون عليه فيقتل أناس كثير، فمن الثابت في الأحاديث الصحيحة ما ورد في قول الرسول- صلى الله عله وسلم- حول علامات الساعة، ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا تقوم الساعة حتى يَحِسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي ينجو”.
وكذلك روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوشك الفرات أن يَحِسر عن جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا "ً.
ويقول الحافظ ابن حجر عن سبب تسميته بالكنز، في الحديث الأول، وعن سبب تسميته بجبل من ذهب في الحديث الثاني وسبب تسميته كنزًا باعتبار حاله قبل أن ينكشف، وتسميته جبلًا للإشارة إلى كثرته، أما معنى أن يقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ولا ينجو إلا واحد، الظاهر من معنى هذا الحديث أن القتال يقع بين المسلمين أنفسهم.
أسباب مشكلة المياه بالعراق
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى مشكلة المياه بالعراق، من ضمنها التغيرات المناخية العالمية، فالعراق خلال سنواته الخمسة عشرة الأخيرة شهد منخفضات جوية أقل بكثير من المنخفضات التي شهدها خلال العقد والنصف الذي سبقه، وبالتالي فإن المياه التي كان العراق يستطيع تجميعها من ضمن أراضيه، خصوصا من إقليم كردستان العراق، صارت أقل بكثير.
بالإضافة لعدم قدرة العراق على فرض قوانين ومفاهيم الأنهار القارية على تركيا وإيران، التي تُطبق على كل الأنهار المشتركة بينه وبين هذين البلدين، اللذين صارا يعتبران الأنهار المشتركة بمثابة أنهار وطنية لهما، ويقطعان ويقللان من حصص العراق العادلة من مياه تلك الأنهار.
وضعف الاستراتيجية المائية العراقية للحفاظ على المياه، حيث إنها لم تبن سدا واحدا خلال العقد الماضي كاملًا، حيث يشترك العراق بحوالى 50 نهرا مع بلدي الجوار تركيا وإيران، أغلبيتها مع الأخيرة، لكن الأنهار القادمة من تركيا تضخ كميات تفوق الـ40 نهرا مشتركا بين العراق وإيران.
كما استخدمت دولتا إيران وتركيا خلال السنوات العشرة الأخيرة سياسات استراتيجية لتخزين مياه السواقي المنهمرة من جبالها، وإعادة توزيعها في الداخل، على حساب جريانها التقليدي نحو الأراضي العراقي السهلية.