لماذا رفض سعد زغلول أن يكون أحمد فؤاد سلطان مصر؟
نمر في هذا اليوم 23 أغسطس بذكرى رحيل الزعيم المصري، ومؤسس حزب الوفد، ومشعل ثورة 1919، الزعيم سعد زغلول، الذي رحل عن عالمنا في عام 1927.
سعد زغلول عاش يحارب ويناضل من أجل أن تنال مصر استقلالها، ودفع ثمن هذا أن نُفي خارج وطنه مرتين، لكنه لم ييأس ولم يتوانَ عمّا قرر، فواصل السعي، ويرجع تاريخ بداية المقاومة الفعلية عندما أسس الوفد المصري عام 1918، وأخذوا في جمع التوقيعات من الشعب كي يأخذوا الشرعية لمواجهة الإنجليز، ويتحدثون نيابة عن شعب مصر.
رأي سعد زغلول في التوريث ورفض الأمير كمال الدين العرش وتولية فؤاد
أراد السلطان حسين كامل توريث ابنه العرش من بعده، لكن واجهه ابنه الأمير كمال الدين بالرفض، وطلب أن يعفيه من هذا الأمر، علم سعد زغلول بهذا الأمر من عدلي باشا كما ذكر في مذكراته، وقد حكى له عدلي باشا أن السلطان مستاء جدًا من هذا الأمر، فقال سعد زغلول معقبًا على كلام عدلي باشا إن الوراثة هي بيت القصيد في التغيير، فإن لم تنتهِ هي أيضًا على ما نروم كنا من الخاسرين.
في إحدى الجلسات في شهر أبريل من عام 1915، أثناء حديثه مع عدلي باشا، فهم منه أن البرنس كمال الدين لا يزال على رفضه وراثة عرش أبيه، وأن الوزراء يدرسون ترشيح البرنس أحمد فؤاد، فعقب سعد زغلول على ما سمعه قائلًا: «ما أتعس حظ هذه البلاد».
يذكر أنه في أحد الاجتماعات التي عقدت في منزل رشدي باشا، التي عقدت لمناقشة أمر وراثة الملك بعد رفض الأمير، اتفقت آراء الحاضرين على عدم استحسان تعيين فؤاد كوريث، لكنهم مضطرون بسبب أنهم لا يريدون أن يخرج الحكم من عائلة إسماعيل مرة واحدة وأنهم سيرشحونه مراعاة لخاطر أخيه.
اقترح سعد زغلول عليهم أن يأخذوا من عائلة توفيق، فاتفقوا على صلاحيتها لكن رأوا أنها آخر فرع إسماعيل، فاقترح أن تنتخب الجمعية التشريعية مَن يصلح من عائلة محمد علي بعد أن يموت الملك، لكن قالوا إن الإنجليز لا يوافقون على ذلك.