الخميس 14 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الدولة لم تنسنا.. تفاصيل 90 دقيقة من الرعب لوصول البعثة الأزهرية إلى مطار كابول والعودة للأراضي المصرية

رئيس البعثة الأزهرية
تقارير وتحقيقات
رئيس البعثة الأزهرية بأفغانستان
الثلاثاء 24/أغسطس/2021 - 01:32 م

بعد قرابة الثلاث سنوات من العمل والاجتهاد، للبعثة الأزهرية لدولة أفغانستان، روى الدكتور شوقي أبوزيد، رئيس البعثة الأزهرية بأفغانستان، تفاصيل 90 دقيقة من الخوف الممتزج بالثقة في الدولة المصرية التي لا تترك أبنائها، حيث انتشر في شوارع العاصمة الأفغانية كابول عدد كبير من المسلحين، وتوارت الشرطة شيئًا فشيئًا، حتى اختفت تمامًا، وسيطرت طالبان على مقاليد كل شيء، لتتحول الشوارع إلى ماراثون يظفر فيه الفائز بحياته، أملًا في الابتعاد عن مصادر الخطر التي تجسدّت في كل ما يُحيط بالناس هناك من انتشار الأسلحة وانعدام مفهوم الدولة، لكن نجحت السلطات المصرية ورجال المخابرات والقوات المسلحة الباسلة في حماية رعاياها هناك، وإعادتهم مرة أخرى إلى أرض الوطن في 90 دقيقة.

يقول الدكتور شوقي أبوزيد، رئيس البعثة الأزهرية بأفغانستان: كانت الأمور في أفغانستان جيدة جدًا، فأعضاء البعثة يقومون بدورهم على أكمل وجه في المعاهد الأزهرية، والمساجد، فنشر تعاليم الدين السمح، وتعليم الأفغان أصول دينهم، علاوة على اللغة العربية كان جل عملنا هناك طوال مدة البعثة، وذلك في إطار البروتوكول الموقع من الأزهر ممثلًا عن الدولة المصرية، ووزارة المعارف الأفغانية عام 2009، وتذهب البعثات منذ ذلك الوقت لمدة 3 سنوات هناك.

يتابع أبو زيد في تصريحات خاصة لـ  القاهرة 24: القنوات التليفزيونية هناك كانت دائمًا ما تستضيف البعثة الأزهرية، لنشر تعالم الدين، وما تتمتع به البعثة من تقدير واحترام هناك.

 

أردف: نحن نعلم أن أفغانستان بلد يشوبه الحروب والنزاعات منذ 40 عامًا، لكن الأمور كانت على ما يرام حتى سمعنا عن انسحاب القوات الأمريكية، وتزايد نفوذ طالبان في الشارع هناك، عمت الفوضى أرجاء العاصمة كلها، وبدأت الشرطة في التواري عن الأنظار حتى اختفت تمامًا في 15 أغسطس، وحينئذ علمنا أن الجيش الأفغاني والشرطة الأفغانية لم يستطيعا حماية أي فرد من طالبان، خاصة بعد انتشار الأسلحة الثقيلة في الشوارع، وظهور أعضاء طالبان بكثافة بالشوارع.

أكمل أبو زيد: تواصلت القنصلية معنا ووجهتنا بضرورة التجمع لنقل كافة أعضاء البعثة، وبالفعل تم الأمر في غضون ساعات معدودة، وحاولت السلطات المصرية نقلنا للمطار، لنُفاجأ بمشهد كما لو كان في فيلم سينمائي، وهو ما رآه الناس على شاشات التليفزيون، حيث أُطلقت النيران على المدنيين من كل اتجاه، فكان هناك تسارع من الجميع للفرار من تلك البقعة التي يُحيطها الموت من كل اتجاه، لنعود مرة أخرى بعد أن أصبح الخروج في ذلك الوقت خطرًا على حياة البعثة والعاملين بالسفارة.

عن تفاصيل المحاولة الثانية للخروج من أفغانستان، يقول رئيس البعثة الأزهرية: السلطات المصرية ورجال السفارة هناك لم يتوانوا عن إيجاد طريقة للعودة إلى أرض مصرنا الحبيبة، وبالفعل توجهنا إلى مطار تسيطر عليه القوات الأمريكية، في رحلة استغرقت 90 دقيقة، مليئة المشاعر المتضاربة من الخوف والقلق، لكن ممتزجة بالثقة في وطننا الحبيب الذي لا ينسى أبناءه قط، لنخوض رحلة التجمع ثم التحرك وسط كل هذه الأجواء المدججة بالرصاص، وصولًا إلى المطار، وحين جلسنا في مقاعد الطائرة، سمعنا أصواتًا تناشد الجميع الهدوء، فنحن الآن بأمان وفي طريقنا إلى أرض الوطن.

أما الصور التي انتشرت عبر وسائل الإعلام من داخل المطار، أكد أنها حقيقية، والواقع كان أكثر قسوة، والمشهد في غاية الصعوبة، فالجميع حاول أن يظفر بحياته، والموقف كان أصعب من وصفه أو ذكر تفاصيله.

تابع مواقعنا