الغنوشي يحل المكتب التنفيذي للنهضة.. مصالحة شبابية أم مراوغة سياسية؟
وصف نزار الجليدي، المحلل السياسي التونسي، قرارات راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة، بأنها تمثل مسرحية ركيكة الإخراج، موضحًا أنها تمثل مناورة أخرى من الحركة، بعد أن فشلت مناوراتهم السابقة بتقديم محمد الجماني كمخاطب رسمي للتشاور مع الرئيس قيس سعيد.
وأضاف الجليدي، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن حركة النهضة تشهد حالة من التخبط في الوقت الراهن، وتريد البحث عن مخرج لها أمام الشعب التونسي، للحصول فرصة داخليًا بعد خسارتها الكثير من مؤيديها داخليًا وخارجيًا.
مسرحية الغنوشي السياسية
أشار الجليدي إلى أن النهضة تعودت على تلك المناورات السياسية، لاستغلال التخبط الذي تعيشه تونس في الوقت الراهن، والحصول على مكاسب سياسية لها قبل الوصول إلى انتخابات نيابية مقبلة.
النهضة ملك الغنوشي فقط
في سياق متصل، قال أحمد الزوادي، الخبير السياسي التونسي، إن قرار زعيم حركة النهضة الإخوانية بحل المكتب التنفيذي للحركة، يكشف أن حركة النهضة محكومة بشخص واحد يملك جميع الصلاحيات وبقية الأعضاء مجرد ديكور.
الزوادي، أوضح في تصريحات لـ القاهرة 24، أن قرارات الغنوشي تفضح ما وصفه بـ كذبة الديمقراطية داخل الحركة، معللا ذلك بأن المتعارف عليه أن حل المكتب التنفيذي يكون بقرارات أغلبية أعضاء الحركة، أو بوجود هيئة أخرى منتخبة.
أشار إلى أن قرار الغنوشي، كان استباقًا لأي محاولة للانقلاب عليه داخل الحركة خاصة بعد تصاعد موجة الاحتجاجات ضده من قيادات خاصة القيادات الشبابية، مشيرًا إلى أن الغنوشي يراوغ فقط ولن يتنازل عن اجندته الإخوانية، وهو يفكر بنفس عقلية إخوان مصر، ولا يجد حرجًا في الصدام مع الدولة.
أوضح أن زعيم حركة النهضة الإخوانية يهدف للحصول على تسوية قضائية ومالية له، وللمقربين له بسبب وجود اتهامات له بالفساد والإرهاب.
أثارت قرارات راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية التونسية، بشأن حل المكتب التنفيذي للحركة وإعفاء أعضائه من كافة مهامهم، العديد من التساؤلات عما يريد الغنوشي الذي يترأس مجلس النوال المجمد بقرارات من الرئيس قيس سيعد، الحصول عليه، عقب خضوعه لمطالب شباب الحركة الإخوانية، الذين طالبوا خلال الأسابيع الماضية، بإقالة الغنوشي من منصبه، وحل المكتب التنفيذي للحركة.
كما أن قرارات زعيم الحركة الإخوانية، جاءت عقب ساعات قليلة من إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد، تمديد تجميد مجلس النواب، وتجميد صلاحيات جميع أعضائه، لحين إشعار آخر، ما أثار تساؤلا بشأن إمكانية إجراء الغنوشي لمراوغة سياسية للحصول على تأييد من قبل صغار الحركة، ترقبًا لما يمكن أن تصل إليه الساحة السياسية التونسية مستقبلا.