معركة مرج دابق.. الخيانة تفتح الطريق أمام سليم الأول لاحتلال مصر
نمر اليوم 24 أغسطس من عام 1516 بذكرى نشوب معركة مرج دابق، إحدى المعارك التاريخية الكبرى التي غيّرت من شكل التاريخ المصري والعربي، والتي دارت بين جيش المماليك في عهد السلطان قنصوة الغوري والعثمانيين في عهد سليم الأول.
وصل سليم الأول للحكم بعدما تنازل له بايزيد عن أمور الحكم، وقد حارب جميع إخوته حتى لا ينازعوه في ملكه، فقتل أخاه قورقود خنقًا، واعتقل أخاه أحمد وأعدمه، ثم أخذ يفكر في السيطرة على جميع بلدان العالم الإسلامي ويضمهم تحت لواء حكمه فأخذ يتوسع ويهاجم البلاد المجاورة له، ولكي يضمن عدم معارضة أي قوى له، قرر محاربة الدولتين الأكبر وقتها، الدولة الصفوية والدولة المملوكية.
تحرك السلطان قنصوة الغوري على رأس جيشه ناحية حلب، لملاقاة جيش سليم الأول الذي سبقه بالتقدم، وبدأ بالسيطرة على بلاد الشام، كان فارق عدد الجنود ضخم، ولصالح سليم، فجيش العثمانيين تكون من نحو 125 ألف جندي، وجيش المماليك تكون من 25 ألف فقط.
السيف في مواجهة المدفع
على الرغم من الفارق العددي كان كبيرًا لصالح العثمانيين، فإنه كان في مقدور جند المماليك الصمود في تلك المعركة وتهديد الجيش العثماني والانتصار عليه، لكن المماليك ذهبوا للمعركة بسيوفهم مدافع العثمانيين الضخمة التي لم يكن للمماليك عهدًا بها ولا يملكون أيًا منها، فأمطرهم العثمانيون بالقذائف التي انطلقت من 300 مدفع ليتكبدوا معها خسائر بشرية فادحة.
والسبب الأفدح في الخسارة، هو خيانة أحد قادة الجيش خاير بك، الذي فاجأ السلطان قنصوة بانسحابه من أرض المعركة، تاركًا السلطان والجيش يواجهون الموت والفناء وحدهم، متسببًا في واحدة من أكبر هزائم المماليك في تاريخهم، وفاتحًا الطريق لسليم الأول لاحتلال القاهرة بعدما وعده بأن يجعله واليًا على مصر بعد السيطرة عليها.
أسفرت المعركة عن هزيمة المماليك وانكسار قوتهم، ومقتل السلطان المملوكي قنصوة الغوري في أرض المعركة، ولم يعثر على جثمانه بعد ذلك، وأصبح الطريق ممهدًا أمام سليم الأول لدخول القاهرة واحتلالها.