رحلة الورقة.. كيف طبقت وزارة التعليم نظام التصحيح الإلكتروني؟
مثلت المنظومة التعليمية الحديثة التي أطلقها الدكتور طارق شوقي، منذ توليه منصب وزير التربية والتعليم في العام 2017، في حكومة الدكتور شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق، تحديًا كبيرًا لمؤسسات الدولة المختلفة وأجهزتها بالنسبة لآليات التعامل مع المنظومة والقدرة على التناغم معها والتجاوب مع ما تقتضيه من معايير عالية يجب أن تتوفر في القائمين عليها والمشرفين على تنفيذها وجميع المشاركين فيها، وصولًا إلى العنصرين الرئيسيين في المنظومة وهما الطلاب والمعلمين.
أثبتت المنظومة التعليمية الحديثة فعاليتها بشكل كبير، فنجحت في التغلب على التحديات التي كانت من الممكن أن تسبب في إعاقة تنفيذها وإدخالها كبديل عن نظام التعليم التقليدي في مصر والذي مضت عليه عشرات السنوات دون تطوير أو تحديث في آلياته ونظم ووسائل الشرح والتعريف التي اعتمدت على الطرق التقليدية فقط.
اعتمدت المنظومة التعليمية على أساليب الفهم وليس التلقي والحفظ التي أعتمد عليها النظام القديم وتسببت في تراجع نظام التعليمي المصري حتى باتت بعض بلدان العالم الثالث تتفوق في منظوماتها التعليمية على النظام المصري هذا إلى جانب الاعتماد على الوسائل العلمية الحديثة في التدريس واستخدام التقنيات والنظم الحديثة والتغلب على تحديات كادت تعيق الأمر برمته من خلال تدريب أفراد المنظومة من طلاب ومعلمين على كيفية استخدام تلك التقنيات والوسائل دون لتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية.
طارق شوقي وزير التربية والتعليم الذي تمكن في توفيق كافة الموارد المتاحة لتنفيذ رؤيته في تطوير النظام التعليمي نجح في تدشين المنظومة على أسس واضحة وبأكثر من محرك فعال كان على رأسها المركز القومي للامتحانات الذي يصنع فيه بنوك الأسئلة وتوضع فيه الامتحانات وتجري فيه عملية التصحيح الالكتروني التي جرت لأول مرة في مصر هذا العام في امتحانات الصف الثالث الثانوي.
المركز القومي كان كلمة السر في امتحانات المرحلة الثانوية في مختلف مراحل التجهيز لعملية الامتحانات بداية من وضع الأسئلة والتوافق عليها من قبل مسئولي الوزارة ومراعاة اختلافات مستوى الطلاب وتوفير النماذج الاسترشادية للطلاب من خلال المنصات التعليمية للوزارة والمواقع الالكترونية المختلفة.
أشرف المركز على عملية توزيع الأسئلة على مختلف مراكز التوزيع في محافظات الجمهورية ومنها إلى مقرات اللجان ومن ثمّا إعادة تجميع أوراق الإجابات إلى المركز الرئيسي الذي تمت فيها عملية التصحيح بدقة عالية أشرف عليها ومثل العنصر البشري فيها مسئولي المركز.
المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي هو مركز بحثي أنشئ بقرار جمهوري 1990 ويتكون من خمسة أقسام علمية منها قسم التقويم وقسم التدريب وقسم تطوير الامتحانات وقسم العمليات وفقا لما ذكره الدكتور رمضان محمد رئيس المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي.
يعتبر أهم الأقسام داخل منظومة المركز قسم تطوير الامتحانات الذي يتعلق ويهتم بالأشراف وضع التصورات الخاصة بالامتحانات وكيفية تطويرها إلى جانب وضع سياسات التقويم في مصر وأعداد بنوك الأسئلة هو ما نجحت وزارة التربية والتعليم في تحقيق نجاح نسبي كبير في تنفيذه خلال السنوات الماضية.
المركز أيضًا تمكن وبفعالية عالية من تدشين بنوك الأسئلة للصف الأول الثانوي والثاني والثالث في جميع المقررات الدراسية.
تعتبر المهمة الأبرز للمركز هي القيام بعملية التصحيح الالكتروني الخاصة بإجابات امتحانات الثانوية العامة بأشراف نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية وأيضا المعلمين ضمن أطار المنظومة ونفذ المركز عملية التصحيح هذا العام بدقة فائقة.
ماذا يحدث لأوراق إجابات الثانوية العامة..
المركز دشن كنترولات مصغرة من القطاعات لـ11 وكل قطاع يوجد منه عشرة أفراد في الكونترول الرئيسي يقومون بمهمة استلام الأوراق ومراجعة أدق التفاصيل فيها وأرقام الجلوس وأرقام الأكواد الخاصة بالاختبار وبعدها تدخل أرواق الإجابات في أجهزة المسح الضوئي والتي تتوفر منها أعداد كبيرة في المركز وبسرعة عالية حيث تقوم بسحب 12 ألف ورقة الساعة وفي الـ8 ساعات 120 ألف ورقة وفي المجمل تقوم بعملية مسح لـ6 ملايين ورقة.
بعد ذلك يتم الاحتفاظ بالنسخة الورقية في أمكان معدة للاحتفاظ بها إلى جانب النسخ الالكترونية التي نتجت عن عملية المسح الضوئي لتبدأ عملية التصحيح الالكتروني حيث كان يتم تصحيح ورقة الإجابة عن طريق التعرف على الإجابة الصحيحة من أجهزة الكمبيوتر والبدء في أحصاء الدرجات بطريقة مباشرة دون معرفة هوية الطلاب.
كما كان نظام التصحيح يقوم بفلترة الأوراق التي تحتاج لمراجعة لتأتي المرحلة النهائية ليكشف النظام عن الأوراق التي تحتاج لمراجعة من المصحح نفسه وتنهي ورق الإجابة رحلتها في مرحلة التحليل الإحصائي، من خلال تجميع النظام الإلكتروني لدرجات كل طالب في كل مادة حسب معدل النظام الرقمي لتحديد نسب الرسوب والنجاح أو التفوق.
